بين الذهول والدهشة، وعدم الاستغراب وتوقع النتائج مسبقاً، قالت صناديق الاقتراع كلمتها الأخيرة بعد ستة أشهر، من الترقب في مجتمع المال والأعمال الجداوي، لتجلس 12 شخصية"معروفة"، على"المقاعد الذهبية". ومهما اختلف المراقبون الاقتصاديون على"مجموعة لجدة"التي"اكتسحت"انتخابات مجلس إدارة الغرفة الصناعية والتجارية للدورة 19 في سابقة هي الأولى، إلا أنهم اجمعوا على ثقلهم على الساحة السعودية في جميع المجالات. الفترة المقبلة أو كما أطلق عليها في الأوساط الاقتصادية، ب"مرحلة ما بعد الانضمام لمنظمة التجارة العالمية"، تجمع كل الأطياف الرسمية والشعبية على وصفها ببداية عصر جديد للاقتصاد السعودي. ماذا سيقدم مجلس إدارة أهم مؤسسة مجتمع مدني في غرب السعودية، وقت شنفت فيه وزارة الصناعة والتجارة سمعها لمقترحات رجال الأعمال، وتحولت معظم اقتراحاتهم السابقة إلى حقيقة على أرض الواقع. بحجم رجال الأعمال الذين شكلوا ائتلاف"لجدة"تأتي التحديات المستقبلية، والمطالبات الملحة لرجال الأعمال الذين وضعوا ثقتهم في رجال حجزوا لأنفسهم مواقع متقدمة في خريطة الاقتصاد السعودي بشهادة المتابعين، الخبراء. وجوه متعددة للمجلس الجديد الذي وصف بالأكثر صدقية لما حوى من خبرات ومدارس تجارية منوعة بدأ بالبيوتات التجارية مروراً بأصحاب الرساميل المهاجرة داخلياً وانتهاءً بوجود نصف المجتمع وهي المرأة التي لطالما لعبت دوراً مهماً من خلف الستار آن الأوان لإزاحته والنظر إلى الشمس. وبقراءة أولية للخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي للمجموعة، التي حوت العمل على مراجعة الأنظمة الحكومية، ومساعدة القطاع الخاص في تبني برامج السعودة التي تتناسب مع خططه وتحقق الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية، والاستمرار في دعم المبادرات الريادية ل"بيت التجارة"على المستويين الوطني والدولي. إلا أن هذه المجموعة أصبحت مطالبة بأكثر من ذلك والتركيز على الانفتاح الإعلامي وتبني مبادرات أكثر شفافية، على عكس ما عرف عن"غرفة جدة"في تسريب أخبار لوسائل إعلامية من دون أخرى أو امتناع المسؤولين عن التعليق على المواضيع التي"تسبب حرجاً لهم"والتأكيد على تطوير خطط السعودة عملياً وخلق فرص عمل حقيقية، وتمهيد الطريق أمام الجيل المقبل من شباب الأعمال وتقديم الدعم والخبرات، وتطوير التجمعات الاقتصادية التي تأتي تحت مظلة الغرفة مثل"منتدى جدة الاقتصادي". وبما أن هذا التجمع يحمل أسماء ليست غريبة عن عدسات وسائل الإعلام، وتقديم الخدمات الاجتماعية الملموسة، والإسهام في تأسيس شراكة بين القطاعين العام والخاص عبر نجاحات قدموها في مواقع سابقة فهم مطالبون أكثر من غيرهم بتغيير الواقع الاقتصادي. و"لجدة"الاسم الذي حمل أكثر من تفسير فالبعض يرى أنه تعصب لمدينة جدة من دون بقية المدن التي يقترع منتسبوها القنفذة، رابغ، الليث، وآخرون دافعوا عن هذا الاتهام بأنها هي المركز والمسمى الذي يشمل المناطق الأخرى. تأتي مطالبات ملحة على رأسها الرقي بمهرجان جدة الذي"شاخ"باكراً، وسط استغراب زوارها وأصبح الواقع يفرض على المجلس الجديد بأن يكون من أهم المواضيع التي تعتلي أجندته. وبالعودة إلى المناطق التي شددت وزارة التجارة والصناعة على ضرورة فتح مراكز اقتراع فيها وهي القنفذة والليث ورابغ، التي يجزم رجال أعمال فيها أنها"منسية"حتى احتاج تجار جدة لأصواتها، تنتظر الكثير، ما سيخلق مصالح متبادلة. وتأتي هذه المصلحة في كون هذه المدن بحرية ومهيأة لاستقبال الواردات، وترحيل الصادرات لوقف الازدحام عن ميناء جدة، واستثمار أراض زراعية، ومساحات من الممكن أن تتحول إلى مدن صناعية بعيداً من ضجيج جدة وازدحام السير في مجالات منوعة، ما سيوفر فرص عمل لجيوش من الشبان المتعطشين للعمل. يحمل قائد"كتيبة الخبراء"عبداللطيف جميل وزميلاته ورفاقه بزمام مرحلة مهما اختلفت مسمياتها تبقى الأهم في تاريخ الاقتصاد السعودي، وفق كل المعايير، وسط آمال من صاحب أصغر مبسط لبيع الحلويات إلى أكبر صانع في السوق بأن يكون"بيت التجارة"قبلتهم بعد انفتاح السوق.