حضر المنتخب السعودي إلى نهائيات أمم آسيا 1996 التي احتضنتها دولة الإمارات العربية المتحدة وهو يحمل في طياته الألقاب السابقة التي توقفت عند محطة طوكيو، التي ظفر من خلالها الكومبيوتر الياباني بلقبه الآسيوي الأول في عام 1992، وكان لابد للأخضر ولاعبيه أن يقولوا كلمتهم في هذه النسخة التي ستكفل لأبناء السعودية الاحتفاظ باللقب وتسجيل نفسه كأول منتخب عربي وثاني منتخب آسيوي يحقق اللقب لثلاث مرات، وكان هذا دافعاً كبيراً للمنتخب السعودي للسير بطريقة صحيحة نحو اللقب، على رغم الصعوبات التي اعترت الإعداد لهذه البطولة التي اشرف من خلالها البرتغالي فينغادا على تدريب المنتخب السعودي. وأوقعت القرعة وصيف النسخة السابقة مع منتخبات إيرانوالعراق وتايلاند التي قص بها الأخضر شريط مشاركته في البطولة، فنجح لاعبو المنتخب بامتياز في تجاوز العقبة الأولى نحو الدور ربع النهائي بعد أن تناوبوا على تسجيل ستة أهداف قابلة للزيادة في مرمى التايلانديين، سجلت عن طريق فهد المهلل وخالد التيماوي هدفين وخالد مسعد وسامي الجابر. ودق هذا الانتصار العريض جرس الإنذار لفرق المجموعة الثانية، وتأكد الجميع أن السعوديين قادمون لا محالة لاقتناص لقبهم المفضل، لتأتي مواجهة العراق التي حملت الإثارة الكبيرة طوال دقائقها، قبل أن ينجح المهاجم البارع فهد المهلل من وضع المنتخب السعودي على رأس المجموعة بعد أن سجل هدف المباراة الوحيد بتسديدة من على خط المنطقة المحرمة. ووضع المنتخب السعودي لنفسه قدماً في الدور الثاني بعد ان كانت العراق قد تجاوزت إيران في المباراة الأولى بهدفين لواحد، وعجز الإيرانيون عن الوصول لرقم المنتخب السعودي في شباك المنتخب التايلاندي الضعيف بعد أن سجلوا ثلاثة أهدف في مقابل هدف واحد، وفي المواجهة الثالثة حدث ما لم يكن في الحسبان بعد أن أشرك البرتغالي فينغادا مجموعة من اللاعبين البدلاء أمام المنتخب الإيراني القوي الذي أنهى المواجهة بثلاثية نظيفة اعادت حسابات الأخضر من جديد، ليتأهل السعودي كوصيف للمجموعة وإيران في المركز الأول، وأبناء الرافدين كأفضل ثالث ما بين المجموعات إلى جانب كوريا الجنوبية التي جاءت ثالثة في المجموعة الأولى. وألقت الخسارة الثقيلة بنفسها على إعداد الأخضر لمواجهة الصين وصيف المجموعة الثالثة، ولم يستفيق لاعبو المنتخب السعودي من الصدمة حتى وهم في ملعب مدينة زايد الرياضية في ابوظبي، إذ تقدم التنين الصيني بهدفين في الربع الساعة الأولى، قبل أن يفطن فينغادا للأخطاء ويدفع ب"الفيلسوف"يوسف الثنيان الذي قلب المواجهة رأساً على عقب، وقبل أن يتوجه اللاعبون إلى اخذ قسط من الراحة كان"الممتع"الثنيان قد حول نتيجة المواجهة لمصلحة الأخضر بثلاثة أهداف لهدفين، تكفل الثنيان بتسجيل الأول فيما أضاف سامي الجابر الهدف الثاني واختتم فهد المهلل أهداف هذا الشوط بتسجيله الهدف الثالث بمجهود رائع من الثنيان الذي رفض ان يغادر المباراة من دون أن يضع بصمته المميزة بتسجيله للهدف الرابع نقل المنتخب السعودي إلى الدور نصف النهائي إذ المواجهة الأصعب والاهم أمام المنتخب الإيراني الذي يريد أن ينتقم لنفسه بعد أن تسبب المنتخب السعودي في إخراجه من هذا الدور في بطولتي عام 1984 و 1988، في حين يريد الأخضر رد اعتباره من هزيمة الدور التمهيدي، ووضح في تلك المواجهة الدور الكبير للضغط النفسي الذي اثر في مجريات المباراة التي شهدت تكتلاً للمنتخبين في المناطق الدفاعية، وهو ما جعل المباراة تسير نحو ركلات الترجيح التي إعادت سيناريو بطولة سنغافورة وخطف المنتخب السعودي بطاقة التأهل الثانية للمباراة النهائية بعد أن كان المنتخب الإماراتي قد أطاح بالمنتخب الكويتي بهدف حسن سعيد. وفي يوم السبت 21 كانون الأول ديسمبر 1996 جاءت موقعة كسر العظم بالنسبة للسعوديين لتأكيد زعامتهم الآسيوية أمام أصحاب الضيافة الذين دعموا بأكثر من 82 ألف متفرج احتشدوا لدعم الأبيض في أهم مواجهاته في تاريخ الكرة الإماراتية، وتدخلت ركلات الترجيح للمرة الثانية في حسم اللقب الآسيوي الذي ذهب للمنتخب السعودي طواعية بعد ان نجح العملاق السعودي محمد الدعيع في التصدي لركلة الإماراتي حسن سعيد، ليتقدم"الأنيق"خالد مسعد لتنفيذ ركلة الحسم التي حلقت بالأخضر عالياً في سماء القارة الصفراء، ويعلن أن المنتخب السعودي هو الرقم الصعب في الكرة الآسيوية وسفيره الدائم في المحافل العالمية.