كأس العالم - طموحات كبيرة بنتائج لافتة في المشاركة الرابعة . كتيبة "النسور الخضر" ... "متحفزة" لافتراس المنافسين

يعد منتخب نيجيريا أو"النسور الخضر"أحد أفضل منتخبات القارة الافريقية وشارك في كأس العالم ثلاث مرات في بطولات 1994 و1998 و2002، وتحظى الكرة النيجيرية بسمعة عالمية كبيرة، إذ فازت بكأس العالم للناشئين اعوام 1985 و1993 و2007، إضافة إلى ذهبية دورة الألعاب الأولمبية في اتلانتا.
وكانت بداية ظهور نيجيريا في مونديال أميركا"صاروخية"، إذ بلغت الدور الثاني عن المجموعة التى وضعتها مع بلغاريا والارجنتين واليونان، بعدما استطاعت الفوز على بلغاريا 3-صفر واليونان 2-صفر قبل أن تخسر امام الارجنتين 1-2، وفي الدور الثاني خسرت امام ايطاليا 1-2 في الشوط الإضافى الثاني بركلة جزاء في الدقيقة 100 بعد أن كانت متقدمة حتى الدقيقه 88 من الوقت الأصلي.
وواصلت"النسور"رحلة الإبداع، إذ تركت بصمة غائرة في مونديال 1998 فأسقطت إسبانيا 3-2 وتخطت بلغاريا بهدف لتضمن تأشيرة بلوغ الدور الثاني ما جعل لاعبيها يلعبون بأعصاب هادئة في اللقاء الثالث أمام باراغواي فكلفهم هزيمة قاسية 1-3 وكرر منتخب نيجيريا سيناريو مونديال 1994 إذ خرج من مونديال فرنسا ولكن هذه المرة بهزيمة كبيرة أمام الدنمارك 1-4.
وفي المونديال الآسيوي في كوريا الجنوبية واليابان 2002 شاء حظ المنتخب النيجيري وقوعه في"مجموعة الموت"ففقد الكثير من بريقه إذ خرج من الدور الأول بعد سقوطه بهزيمتين امام الأرجنتين صفر-1 والسويد 1-2 قبل أن يكتفي بنقطة من التعادل السلبي مع إنكلترا.
وفي طريقه إلى مونديال 2010 في جنوب افريقيا خاض المنتخب النيجيري مواجهات صعبة إذ سقط في فخ التعادل السلبي مع موزمبيق في مباراته الأولى في التصفيات الأفريقية ثم استفاق وهزم كينيا 3-صفر، وفي الجولة الثالثة عاد من تونس بنقطة ثمينة بعد التعادل السلبي، ليفقد نقطتين امام تونس بالذات على أرضه في الجولة الرابعة بالتعادل 2-2 وفي الجولة الخامسة تخطى موزمبيق بصعوبة بهدف يتيم ودخل الجولة السادسة والاخيرة متخلفاً عن منافسه التونسي لكن الحظ ابتسم للنيجيريين بالفوز على كينيا 3-2 في حين مني المنتخب التونسي بالهزيمة أمام موزمبيق صفر-1.
وأوقعت قرعة المونديال الافريقي 2010 المنتخب النيجيري في المجموعة الثانية مع الأرجنتين وكوريا الجنوبية واليونان، وسيجد"النسور"صعوبة كبيرة في مواجهة"راقصي التانغو"بقيادة الساحر ميسي وبقية أفراد المنتخب الأرجنتيني الذين يتسمون بالمهارات الفنية العالية أيضاً ستكون المهمة شاقة أمام اليونان بقيادة المدرب الألماني أوتو ريهاغل الذي يعتمد على تماسك خط الدفاع وفعالية خط الهجوم، في حين تبدو أقل المواجهات خطورة أمام كوريا الجنوبية، خصوصاً بعدما سلك هذا الفريق طريقاً متذبذباً في مسيرة التصفيات ولو أنه في الآخر أنهى المشوار متصدراً مجموعته ليتحول بذلك إلى أكثر المنتخبات الآسيوية مشاركة في نهائيات كأس العالم.
وعلى رغم أنها ستأتي إلى العرس الكروي العالمي من دون أسماء كبرى، كما كان الحال في مشاركاتها السابقة، إلا أن نيجيريا تتمتع بتشكيلة متوازنة تضم لاعبين مخضرمين من أصحاب الخبرة الطويلة، إضافة إلى شباب مغمورين أمامهم مستقبل واعد، وقد برهنوا على الإصرار والتفاني أثناء التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال. وكل هذه الميزات تضع منتخب"النسور الخضر"في موقع يؤهله للعبور إلى ثمن النهائي وربما ربع النهائي الذي لم يصل إليه الفريق من قبل.
وعلى رغم أن المنتخبين الأرجنتيني والنيجيري تأهلا بشق الأنفس وفي مباراة الجولة الأخيرة من التصفيات إلا أن مباراتهما الافتتاحية ضمن المجموعة الثانية ستمثل نزالاً شرساً ومثيراً قد يحدد مستقبل الفريقين في البطولة، وسيكون هذا ثالث لقاء بين المنتخبين في نهائيات كأس العالم، علماً أن الأرجنتين انتزعت الفوز في المواجهتين السابقتين.
نشر في العدد: 17203 ت.م: 11-05-2010 ص: 30 ط: الرياض