سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تل ابيب قالت ان أوباما يؤيد مفاوضات متوازية على كل المسارات وان واشنطن وجهت رسائل شديدة اللهجة للسلطة لرفض مسؤوليها لقاء اسرائيليين . "اشارات مطمئنة" اميركية لاسرائيل بينها الفصل بين ايران والاستيطان
لاحظت إسرائيل أكثر من إشارة أميركية بعثت على طمأنتها إلى أن الخلاف في شأن الاستيطان لم يؤثر على العلاقات الاستراتيجية المتينة بين الجانبين، في مقدمها أن واشنطن فصلت بين الملف الاستيطاني مثار الخلاف والملف الايراني الذي تضعه إسرائيل في رأس سلم أولوياتها وتريد من واشنطن أن تضعه في المكان ذاته. وفيما أعرب السفير الإسرائيلي الجديد في واشنطن مايكل اورن عن ثقته بأن الخلاف في شأن الاستيطان سيجد حله قريباً، نقلت صحيفة"يديعوت أحرونوت"عن أوساط سياسية إسرائيلية رفيعة أن الأميركيين نقلوا رسائل شديدة اللهجة للسلطة تنتقد امتناع مسؤوليها عن لقاء نظرائهم الإسرائيليين لدفع مشاريع اقتصادية. في غضون ذلك، أفادت الصحيفة أن الرئيس باراك اوباما يؤيد أن تجري إسرائيل مفاوضات للسلام على 3 مسارات متوازية: الفلسطيني والسوري واللبناني، وأنه يرى أن السلام بين إسرائيل ولبنان"في متناول اليد". وفي الوقت الذي واصل أركان الدولة العبرية تصعيد اللهجة في شأن"حق"إسرائيل في الاستيطان في القدسالمحتلة، وسط تسريبات من أوساط رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بأنه لا ينوي"الانكفاء"أمام الضغوط الأميركية، وأنه لن يقبل أي قيود على البناء الإسرائيلي في القدس، بحسب صحيفة"يسرائيل هيوم"، أبدت أوساط سياسية رفيعة المستوى ارتياحها لعدم قيام واشنطن بالربط بين ملفي الاستيطان والملف الايراني. وأشارت إلى ما وصفته"توثيق التعاون الاستراتيجي"بين إسرائيل والولاياتالمتحدة في الملف الايراني، على رغم الخلافات بين واشنطن وتل أبيب في ملف الاستيطان في الأراضي المحتلة، وخلافاً لتوقعات سابقة بأن واشنطن قد تقايض متابعة الملف الايراني بقبول إسرائيل مطلبها وقف الاستيطان. وتابعت أن الولاياتالمتحدة تبحث عن التهدئة وإبعاد ملف الاستيطان عن العناوين الرئيسة في وسائل الإعلام. وأشارت إلى أن التعاون سيتجلى في"القطار الجوي"الذي سيقل عددأ من كبار المسؤولين الأميركيين الى اسرائيل الأسبوع المقبل، كما لفتت إلى أن واشنطن معنية بعدم التصعيد في مسألة الاستيطان في القدسالمحتلة. ويزور إسرائيل حالياً قائد سلاح الجو الأميركي الجنرال نورتون شفارتس ليلتقي نظيره الإسرائيلي الميجر جنرال عيدو نحوشتان، كما يصل إليها الاثنين المقبل الموفد الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل لمتابعة ملف الاستيطان وفحص احتمالات استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ويصل في اليوم ذاته وزير الدفاع روبرت غيتس في زيارة تستغرق ساعات لم يتم الكشف عن هدفها أو المواضيع التي ستتناولها، لكن يتوقع أن يلتقي خلالها نظيره الإسرائيلي ايهود باراك. وبينما تعتبر زيارة ميتشل وغيتس جزءاً من زيارة أوسع يقومان بها الى لشرق الأوسط، يصل إلى إسرائيل الثلثاء مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيم جونز على رأس وفد كبير من المستشارين الكبار من الوزارات المختلفة ووكالات الاستخبارات الأميركية، ويتوقع أن يكون بينهم مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دنيس روس. وتوقعت أوساط إسرائيلية أن تكرس الزيارة للبحث في المشروع النووي الايراني. كذلك أشارت اسرائيل بارتياح إلى تصريح الناطق باسم الإدارة الأميركية روبرت وود مساء أول من أمس بأن من السابق لأوانه البحث في ممارسة عقوبات أميركية اقتصادية على إسرائيل لحملها على وقف الاستيطان، مضيفاً:"نحن الآن نحاول تمهيد الأرضية لاستئناف المفاوضات"، وأن أحداً لا يطلب من إسرائيل العمل ضد مصلحتها الأمنية. وبين"الإشارات المطمئنة"الأخرى، وبحسب أوساط سياسية إسرائيلية،"الرسائل شديدة اللهجة"التي نقلتها واشنطن إلى القيادة الفلسطينية على خلفية رفضها التقاء مسؤولين إسرائيليين لدفع مشاريع اقتصادية. وأضافت أن المسؤولين الأميركيين أبلغوا القيادة الفلسطينية أنه ليس مقبولاً على واشنطن أن تضع السلطة الفلسطينية شروطاً مسبقة لاستئناف الحوار مع إسرائيل. وبعد هذه"الإشارات"، جاء توقع السفير الإسرائيلي الجديد في واشنطن مايكل اورن للإذاعة العبرية العامة أمس بحل الإشكال الحاصل مع واشنطن في مسألة الاستيطان قريباً، مضيفاً أن لا توتر أو أزمة بين البلدين"بل لديهما النية الحسنة لحل كل القضايا المطروحة على جدول الأعمال المشترك". وأضاف أن"ليس لدى إسرائيل حليف قريب في العالم كله كالولاياتالمتحدة والخلاف الحالي لن يؤثر على العلاقات بين البلدين التي تتسم بالتعاون الوثيق جداً". في غضون ذلك، واصل أركان الدولة العبرية إطلاق التصريحات المتحدية للمجتمع الدولي في مسألة البناء في القدسالمحتلة وسائر أنحاء الضفة الغربية. وأعلن وزير الدولة بيني بيغن رفضه إخلاء 23 بؤرة استيطانية عشوائية قيل إن باراك يخطط لتفكيكها تنفيذاً لالتزام إسرائيلي تجاه الولاياتالمتحدة منذ 5 سنوات. إلى ذلك، كشفت"هآرتس"أنه في إطار تضييق الخناق على القدسالشرقيةالمحتلة اضطر رئيس البلدية نير بركات تحت ضغط زعيم حركة"شاس"نائب رئيس الحكومة ايلي يشاي وقادة المستوطنين، إلى سحب"الخريطة الهيكلية"الجديدة للقدس التي شملت بناء مئات الوحدات السكنية للمقدسيين في أحياء السواحرة والطور بداعي أن هذا الخريطة الجديدة"تتيح بناء واسعا جداً للعرب، وتحول دون بناء حيَّين يهوديين في القدسالشرقية". في المقابل، تقدمت الجمعية الاستيطانية المتطرفة"إلعاد"التي تنشط لتهويد القدس العربية للبلدية الإسرائيلية للقدس بأربعة طلبات لبناء حي سكني كبير وموقف كبير لركون السيارات وكنيس وروضة أطفال ومنطقة سياحية وشق طرق في وادي حلوة في حي سلوان الذي يطلق عليه اليهود اسم"مدينة داود". وتوقعت الصحيفة أن تصادق البلدية على الطلبات، علماً أنها أصدرت أوامر بهدم عشرات المنازل الفلسطينية في الحي نفسه بداعي البناء غير المرخص. وقالت مديرة جمعية"عير عميم"المناهضة للاستيطان في القدسالمحتلة يهويدت اوبنهايمر:"بينما يمنع الفلسطينيون من بناء حتى درجة واحدة في وادي حلوة، تواصل جمعية إلعاد الاستيطانية سيطرتها على الحي بدعم كامل من السلطات المسؤولة". من جهته، أصدر وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان قبل مغادرته إلى أميركا اللاتينية، تعليماته إلى السفارات والممثليات الديبلوماسية الإسرائيلية في أرجاء العالم للقيام بحملة إعلامية تهدف الى الإساءة لتاريخ مفتي القدس السابق الحاج أمين الحسيني من خلال التذكير بلقائه الزعيم الألماني ادولف هتلر ونشر صورة عن ذلك اللقاء"ليذكر العالم بتعاون المفتي مع النازيين". وتتطرق الحملة أيضاً إلى"تاريخ كرْم المفتي"في حي الشيخ جراح الفلسطيني في القدسالشرقية حيث تعتزم إسرائيل بناء 20 وحدة سكنية جديدة"لنثبت للعالم ان الحديث لا يدور عن رمز فلسطيني، إنما عن مكان شرعي لسكن اليهود". وبحسب ليبرمان، فإنه بمحاذاة المبنى الذي كان مقراً لمفتي القدس الحاج أمين الحسيني"الذي أيد هيتلر والتقاه عام 1941 واتفق معه على تطهير البلاد فلسطين من اليهود بعد أن تحتل ألمانيا الشرق الأوسط"، كان في الماضي حي"شمعون الصديق المأهول اليوم باليهود"، مدعياً بذلك"يهودية"الموقع. نشر في العدد: 16911 ت.م: 23-07-2009 ص: 9 ط: الرياض عنوان: "اشارات مطمئنة" اميركية لاسرائيل بينها الفصل بين ايران والاستيطان