أطاحت طهران مشروع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، بإعلانها أمس، رفضها إخراج اليورانيوم منخفض التخصيب من إيران، مبدية في الوقت ذاته استعدادها لمناقشة"تبادل متزامن"للوقود يجري على أراضيها. ونقلت وكالة الأنباء الطالبية ايسنا عن وزير الخارجية منوشهر متقي قوله:"قمنا بدراسة تقنية واقتصادية، ومن المؤكد أننا لن ننقل الى الخارج اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة". وأضاف:"هذا يعني أننا مستعدون لمناقشة تبادل متزامن، على أن يتم التسليم والتسلم داخل إيران". وزاد أن إيران طلبت من"اللجنة التقنية لاجتماع فيينا عقد اجتماع جديد وسنطرح اعتباراتنا"حول تبادل اليورانيوم. راجع ص 7 وشدد متقي على أن الوفد الإيراني الموجود في فيينا، لم يعلن يوماً موافقته على مشروع الاتفاق كما قدمته الوكالة الذرية. وقال إن ممثلي الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا اقترحوا"تسلم اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 3.5 في المئة، ليعطوا في المقابل وقوداً مخصباً بنسبة 20 في المئة. وكون إيران تحتاج الى 116 كلغ من الوقود، ينبغي تسليمهم 1160 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة". وأضاف أن"خبراءنا سيبلغوننا بكمية الوقود الضرورية لمبادلتها. لا نقبل آراء خبرائهم". ورفض متقي تصريحات لنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، اعتبرت فيها مشروع البرادعي الخيار الوحيد لإيران. وقال إن"الديبلوماسية ليست كل شيء أو لا شيء، أبيض أو أسود. تعليق السيدة كلينتون حول وجوب أن تقبل إيران هذا الاقتراح فقط، ليس ديبلوماسياً". واعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير تصريحات متقي"رداً سلبياً جداً"على مشروع البرادعي. وقال في القدسالمحتلة التي يزورها:"هناك رد واضح جداً وسلبي من الإيرانيين". وأضاف أن"النتيجة في الوقت الحاضر غير مشجعة، هذا اقل ما يمكن قوله، لكن ذلك لا يمنع أننا سنواصل الحوار". جاء ذلك بعدما جدد الرئيس الأميركي باراك اوباما التلويح لطهران بفرض عقوبات إضافية عليها. وقال لشبكة"سي ان ان":"اذا استمرت إيران في رفض عروض المجتمع الدولي، سيكون اسهل بالنسبة الينا ان نفرض عقوبات او إجراءات أخرى تكون بمثابة ضغوط"على طهران. لكن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد اعتبر أن اوباما"عاجز عن إيجاد تغييرات حقيقية في الاستراتيجية الأميركية"، مشيراً الى أن"الولاياتالمتحدة ليست في موقع قوة"الآن. اما البرادعي فحضَّ الولاياتالمتحدة على"معاملة إيران بوصفها شريكاً، وليس عدواً، لما فيه مصلحة البلدين". وقال لصحيفة"لا ريبوبليكا"الإيطالية إن"طهران تعاني مشاكل داخلية، والنظام منقسم ولا يمكنه تحمّل البقاء معزولاً، او التعرّض لعقوبات جديدة"، مشيراً الى أن"الظروف مواتية لتحقيق تحوّل"في العلاقات بين البلدين. في هذا الوقت، أعلن وزير الدفاع الإيراني احمد وحيدي أن بلده"لم يُبلّغ من مصادر رسمية روسية، بالتراجع او إلغاء تسليم صواريخ اس -300". وقال ان"روسيا تعزو سبب تأخرها الى مسائل فنية، وطلبنا منها تسوية هذه المسائل في أسرع وقت وتسليمنا الصواريخ في مستقبل قريب". جاء ذلك بعد نقلت وكالة"نوفوستي"عن الناطق باسم الخارجية الروسية أندري نيستيرينكو قوله إن موسكو"تجري التعديلات الأخيرة"على مفاعل"بوشهر"الذي أكد أن"العمل فيه سيتم ضمن الإطار الزمني المتفق عليه مع الإيرانيين". نشر في العدد: 17030 ت.م: 19-11-2009 ص: الأولى ط: الرياض