تظاهر أكثر من ألف شخص من قبائل الهزارة الشيعية في العاصمة الافغانية كابول أمس للمطالبة بتنحي الرئيس الافغاني حميد كارزاي بسبب مقتل ذويهم على ايدي قبائل كوتشي البدوية. ولاحق المتظاهرون الغاضبون رجال الشرطة الذين فروا من مشارف العاصمة، ثم طاردوهم حتى سد مئات من قوات الأمن طريقاً رئيسة متاخمة لحديقة الحيوان. وهم جلسوا في عرض الشارع حتى أقنعهم عضو البرلمان الحاج محمد محقق أحد زعماء الهزارة بالتفرق سلمياً. وتصاعد التوتر بين قبائل الهزارة وكوتشي، وهم من الاقليات في أفغانستان، منذ نحو سنة بسبب خلافات على حقوق المرعى، حيث ترعى ماشية قبائل كوتشي البدوية في مناطق الهزارة وسط أفغانستان خلال أشهر الصيف. ويخشى مسؤولون أفغان في مجال حقوق الانسان ان يلجأ الجانبان الى اعمال عنف، نظراً الى عدم ثقتهما في قدرة كابول على حسم النزاع. وحاول الرئيس الافغاني الاحد الماضي استرضاء الهزارة، وأمر بمنع قبائل كوتشي من الرعي في المنطقة المتنازع عليها، ما دفع خليل الى انهاء مقاطعته اجتماعات الحكومة. لكن يبدو ان الحاج محقق لم يكتف بالإجراء الذي اتخذه الرئيس الافغاني، وردد أمام الحشود"كارزاي"فردوا عليه"فليستقل"، ثم اقنع المتظاهرين بالتفرق. وشهدت العاصمة تفجيراً نفذه انتحاري أمام احد حواجز الشرطة قرب"حدائق بابور"، وهي موقع تاريخي سياحي يضم قبر مؤسس السلالة المغولية في القرن السادس عشر, ما اسفر عن جرح خمسة مدنيين. وعاد الهجوم الانتحاري الاخير في كابول الى السابع من الشهر الجاري، حين انفجرت سيارة مفخخة لدى محاولة سائقها اقتحام السفارة الهندية، ما ادى الى مقتل حوالى 60 شخصاً بينهم ديبلوماسيان هنديان كبيران في الاعتداء الذي اعتبر الاعنف الذي تشهده العاصمة الافغانية. على صعيد آخر، أفادت اذاعة"ليبرتي"التي ترعاها الولاياتالمتحدة وتبث بلغتي البشتو والداري الرئيستين في افغانستان ان صداقت، القائد العسكري السابق لجماعة مسلحة محلية، ادعى مسؤوليته عن خطف موظفين فرنسيين يعملان لحساب مؤسسة"العمل ضد الجوع"الخيرية في اقليم داي كوندي وسط الجمعة الماضي. وأوضح القائد صداقت انه خطف الفرنسيين بسبب خلافات نشبت بينه وبين سلطات الاقليم التي قال انها أبعدته من السلطة وجعلت دوره هامشياً. وقال انه"يريد تسوية المسألة بطريقة سلمية"، لكنه لم يطلب شيئاً للإفراج عن الرهينتين. وينتمي صداقت الى عشيرة الهزارة المسلحة وكان انضم لفترة قصيرة الى"طالبان"حين تولت السلطة بين عامي 1996 و2001 ، ثم انحاز الى جانب الحكومة الافغانية بعدما اطاحت قوات افغانية ودولية حركة"طالبان"من السلطة بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001.