اصطدمت الجهود الألمانية لتسوية النزاع بين جورجيا وإقليم أبخازيا الانفصالي بحائط تعقيدات الأزمة المستعصية. وأعلن الأبخازيون رفضهم الخطة الألمانية للتسوية من ثلاث مراحل لأنها لا تتعامل معهم ككيان مستقل، فيما تحفظت موسكو بسبب رفض الجورجيين توقيع اتفاقية تلزمها عدم استخدام القوة. وبدا أن مبادرة وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير تواجه صعوبات"شيطان التفاصيل"بحسب وصف ديبلوماسي روسي، إذ جاء أول المواقف المعارضة لها من الجانب الأبخازي حتى قبل أن يبدأ الوزير الضيف عرض خطته على نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس. وكان شتاينايمر حمل إلى تبليسي خطة للتسوية من ثلاث مراحل، تشتمل في مرحلتها الأولى على إجراءات لإعادة بناء الثقة خلال سنة بين الجانبين الجورجي والأبخازي، يتم خلالها توقيع اتفاق عدم استخدام القوة، وبدء عملية عودة اللاجئين الجورجيين إلى مناطقهم التي هاجروا منها بسبب الحرب التي اشتعلت بعد إعلان انفصال الإقليم من طرف واحد في العام 1992. وتنص المرحلة الثانية على إطلاق مشروع ضخم للإعمار وإنهاء آثار الحرب، على أن تقوم ألمانيا بجمع نفقات المشروع من البلدان المانحة. وفي المرحلة الثالثة، تبدأ الأطراف المعنية مفاوضات تهدف إلى تحديد الوضع السياسي النهائي لأبخازيا. وبحسب تعليق مصدر روسي تحدث إلى"الحياة"، فإن الخطة"إيجابية عموماً لأنها تنزع التوتر وتهيئ أجواء للمفاوضات، لكنها تؤجل عملياً النظر في مطالب أبخازيا بالانفصال عن جورجيا لسنوات عدة". وكان الوزير الألماني عرض خطته في تبليسي خلال لقاء جمعه مع نظيرته الجورجية يكاتيرينا تكيشيلاشفيلي، معتبراً أن"الأهم الآن هو إزالة التوتر في منطقة النزاع وإيجاد سبل للخروج من الأزمة". وأعرب شتاينماير عن أمله في حشد تأييد لمساعيه من جانب الأممالمتحدة، وزاد أن"الوقت حان لنخمد النزاعات في شرق أوروبا". لكن تعقيدات الأزمة جاءت مخيبة لآمال الوسيط الألماني، إذ أعلن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، رفض بلاده القاطع طلباً روسياً لتوقيع اتفاق عدم استخدام القوة قبل الشروع في أي محادثات، ووصف سآكاشفيلي اقتراح روسيا بأنه"مبادرة لا معنى لها". وسارع الأبخاز إلى إعلان رفض الخطة إذ أعلن رئيس الجمهورية الانفصالية سيرغي باغابش أنه"يتعين على جورجيا تنفيذپكل الاتفاقات التي وقعت سابقاً، والتمسك باتفاق موسكو الأساس حول وقف إطلاق النار والفصل بين الطرفين.