تعجب الكثير من الحضور في السهرات الفخمة التي أقيمت خلال مهرجان "كان" السينمائي الأخير، كما حدث في احتفالات الموضة الباريسية منذ شهرين، من مشاهدة نجمة هوليوود جولييت لويس، أو إمرأة شابة تشبهها إلى حد كبير جداً، تتولى مهمة بث الموسيقى واختيار الأسطوانات التي تبث كل سهرة وكأنها"ديسك جوكي"الشخص الذي يحترف اختيار الموسيقى وبثها، أو ما يعرف ب"دي جاي" أصيلة. فما الذي دفع هذه الممثلة الحسناء إلى ممارسة هذا النشاط دورياً، بدلاً من الظهور في أدوار جديدة على الشاشة الفضية؟ تتلخص الحكاية في كون جولييت تحب الموسيقى منذ صغرها، وأنها كانت كلما تلقت دعوة الى حضور سهرة أو مناسبة ما في هوليوود، تطلب من أصحاب الدعوة أن يتركوا لها مهمة خيار الأسطوانات التي ستبث خلال السهرة والإشراف بنفسها على الترتيب الواجب اتباعه في هذا الشأن. وفعلت لويس ذلك مرة ومرتين وأكثر... إلى أن صارت تتلقى العروض الخاصة بهذا العمل أكثر من أي شيء آخر، والذي حدث ان وكيلها الفني علم بالأمر وراح يبيع خدماتها ويعثر لها على أجر مرتفع في كل سهرة، بحجة أن المدعوين سيتمتعون بوجود نجمة هوليوودية تختار لهم أعذب الألحان طوال سهرتهم. وسئلت لويس مرة عن مدى قدرتها على إحياء حفلة"لايف"مباشرة بوجود فرقة موسيقية ومغنية، بدلاً من الموسيقى المسجلة. وبما أنها تحب الموسيقى والغناء ولأنها تتمتع بحنجرة قوية وصوت رنان، راحت النجمة السينمائية تتدرب على الغناء وتكوّن فرقة موسيقية جيدة... حتى ترد بكلمة"نعم"على العروض التي تتلقاها. وهكذا، تحوّلت لويس الى"ديسك جوكي"دي جاي ومغنية تطوف أميركا وأوروبا وتحيي الحفلات الرسمية والخاصة لقاء أجر لا بأس به، كما أصبحت تخرج"كليبات"وتستعد ربما للتحول إلى مخرجة سينمائية في المستقبل القريب. وكانت لويس شاركت في بضعة أفلام طوال 15 سنة، على رغم بلوغها 33 سنة فقط، فهي تنتمي إلى عائلة فنية شجعتها على اقتحام ميدان التمثيل، وهي في مقتبل شبابها. وكان أول أدوار جولييت الناجحة في فيلم"مقر الخوف"للمخرج مارتن سكورسيزي إلى جوار روبرت دي نيرو، ما جلب إليها تقدير النقاد، خصوصاً أن دورها تطلب منها التعبير عن الخوف والحزن والسذاجة والجاذبية في آن، وقد فعلت كل ذلك بمهارة ملحوظة بالنسبة الى مراهقة في مثل عمرها حينذاك. توالت الأدوار لاحقاً في حياة لويس تحت إدارة ألمع المخرجين، متقاسمة البطولة مع أكثر النجوم وسامة، من دون أن يحتل اسمها أعمدة الصفحات الأولى من الجرائد والصحف ومن دون أن تلفت الأنظار إليها من طريق نزواتها الشخصية ومغامراتها العاطفية الملتهبة. وربما الاستثناء الوحيد في هذا الميدان وقع منذ نحو 7 سنوات، حين نشرت صحيفة بريطانية كيف تتعاطى لويس المخدرات في صحبة مجموعة من الشبان. لكن الموضوع انتهى بسرعة وعادت المياه إلى مجاريها الفنية مجدداً في حياة الممثلة الشابة. وعن توجهها الى إخراج"كليبات"لمغنين ومغنيات، تقول لويس:"أتخذ الفيديو كليب في الأساس، مختبراً لخوض الكثير من التجارب والتأكد من أنني ملمّة بأمور الإخراج وسرد الحكايات. فمنذ بدايتي الفنية ممثلة وثم مغنية الآن، أحلم بتصوير أفلام روائية طويلة وليس أفلاماً دعائية أو فيديو كليب فقط. ولدي مشاريع تخص سيناريوات روائية طويلة، لكنني سأستمر في إخراج الكليبات والأفلام الدعائية مهما حدث، فأنا أحب الموسيقى إلى درجة كبيرة ولا أرى أي مبرر لوضع حد فاصل بين أوجه النشاطات المختلفة التي أمارسها". وعن ذوقها الشخصي في الموسيقى، تقول:"أنا أرقص على أنغام كايلي مينوغ وأعشق تقريباً كل أغانيها. ثم هناك المغنية ألانيس موريسيت التي تعقّدني من نفسي بفضل قدراتها الصوتية وشجاعتها أمام خوض التجارب الفنية المتنوعة جداً، بدلاً من البقاء في الإطار الذي صنع نجاحها ويضمن لها الربح الوفير الذي هو لون موسيقى الكاونتري". أما مستقبلها السينمائي، فتقول عنه:"لا أسعى وراء السينما حالياً، لأن عملي مغنية ومنظمة سهرات موسيقية يشغلني بما فيه الكفاية، الى جانب إخراج الكليبات التي هي بمثابة أفلام قصيرة تحتاج إلى بعض الوقت لإنجازها في شكل جيد. وأنا بالتالي لا أرى أي طريقة لإدخال السينما ضمن نشاطاتي إلا من طريق توقيف فئة منها، خصوصاً المرتبطة بالغناء والموسيقى عموماً، وأنا لا أرغب في ذلك".