لعل السبب الأول في فوزي، في 22 آذار مارس، بالرئاسة التايوانية هو ميل حكومة الرئيس السابق، شين شوي بيان، الى قومية مناضلة ومتطرفة، وإثارتها مشكلات كثيرة. وفي أثناء الحملة الانتخابية، أنا وزميلي المرشح الى نيابة الرئيس، صغنا برنامجاً شاملاً ودقيقاً ضمّناه صورة لمستقبل تايوان. واقترع المواطنون لمن حدثوهم عن مستقبل تايوان والطرق المؤدية اليه. ويريد التايوانيون اقتصاداً منتعشاً، وحكومة نظيفة الكف، وتوزيعاً عادلاً للثروة، وهدوءاً في مضيق تايوان. وكان الفساد الحكومي مدعاة قلق عام. وفي 2007، تظاهر 100 ألف تايواني تنديداً بالفساد الرئاسي العائلي، وبفساد مقربين من الرئيس. وأدت عزلة تايوان العالمية الى تردي قوتها على المنافسة الاقتصادية. فتخلفنا عن"النمور"الأخرى. ولم يتفوق نمونا الا على نمو اليابان الضامر. وارتكب الرئيس السابق خطأين. فهو بدأ حياته المهنية محامياً متخصصاً في الدفاع عن حقوق السجناء السياسيين. فأسهم من غير شك في اشاعة الديموقراطية بتايوان. وهو بلغ مكانة اجتماعية وسياسية عالية، وكان نشأ في أسرة فقيرة. فكان ارتقاؤه هذا قرينة على الحراك الاجتماعي الوطني. ولكن تورطه، وأسرته، في الفساد، دل على نكوصه عن تبعات الرئاسة ورعايتها. والى هذا، عزل الرئيس السابق تايوان ايديولوجياً. وعادت العزلة علينا بأضرار كبيرة. والحق أنني انتقد الصين وسياستها. فوصفت رئيس وزراء بيجينغ، وين جياباو، وسياسته بالتيبيت، بالخروج على العقلانية والحمق. واقترحت مقاطعة دورة الألعاب الاولمبية ببيكين اذا مضت حكومة بيجينيغ على سياستها هناك. ولم أرَ مسوغاً لكلام رئيس وزراء الصين على التيبيت وتايوان معاً، وجمعهما في باب واحد، في أثناء الحملة الانتخابية. ورجح كلامه كفة خصمي، وزكى النزعة القومية المتطرفة، والداعية الى القطيعة مع البر الصيني. ودعوتي الى مقاطعة الألعاب الاولمبية رهن أمرين: استمرار بيجينغ على قمع شعب التيبيت، واستفتاء رأي التايوانيين في الإجراء. ولا شك في أن الظرف الاقتصادي العالمي غير مؤات لبرامج الإنعاش الاقتصادية. واقتصاد تايوان وثيق العلاقة باقتصاد الولاياتالمتحدة، ويتعذر علينا سلخ اقتصادنا عنه. ولكن تجارتنا مع الصين، واستثماراتنا فيها يتيحان لنا هامش مناورة غير ضيق. وأنا أود أن أقول للرئيس الصيني أن تايوان حقيقة قائمة ولا جدوى من انكارها. والهوية التايوانية مركبة من وجوه وعوامل. فعلى سبيل المثال، قدم والدي من البر الصيني، وأنا ولدت بهونغ كونغ، ويدعوني دوري السياسي الى بلورة هويتي التايوانية. وينبغي ألا ينزل هذا ضرراً بالعلاقات الثنائية، التايوانية - الصينية. فأنا لا أسعى في استقلال قانوني، ولا أساند استقلالاً مثل هذا. ولن أناقش، في أثناء ولايتي، مسألة توحيد تايوانوالصين القارية. ولعل الحل المؤاتي هو الوضع القائم. وكان الرئيس الصيني هو جينتاو قال ان خير الأمور بيننا هو الحفاظ على القواسم المشتركة وترك الخلافات جانباً. وأنا ادعوه الى العمل بحكمته. مابينغ جيو رئيس تايوان الجديد،"نيوزويك"الأميركية، 8/4/2008