لا يمكن أن يخلف الرئيس بوتين أحد إلا إذا اختاره. فلماذا اختار بوتين هذا الشخص ? ميدفيديف ? لسدة الرئاسة الروسية؟ والأغلب على الظن أن بوتين استحسن سر اضفاء مسحة جديدة على السياسة الروسية تخفف الاعتماد على الجوانب الأمنية وتولي الجوانب الاقتصادية الصدارة، وتلونه بلون ليبرالي. وجلي أن بوتين لم يقرر ذلك مستجيباً انتقادات أو حوافز دعاة الليبرالية الغربيين، فهو أرسى اختياره على ما يراه من ضرورة انتهاج القيادة الروسية أساليب جديدة لإنماء الاقتصاد الوطني. فهذا لا يهدده خطر قد ينجم عن اضطراب الاستقرار السياسي. فخطر من هذا القبيل بات مستبعداً في روسيا. ولكن آفاق الاقتصاد الروسي قد تتلبد بسبب المؤثرات الاقتصادية المترتبة على تقلبات الأسواق العالمية. وليس متوقعاً أن يقدم ميدفيديف على انعطاف حاد يغير الخط السياسي الذي انتهجته القيادة الروسية. ولكنه قد يغير بعض الوسائل التي تستخدمها القيادة الروسية لتحقيق غاياتها. والحق أن تحرير سوق أسهم شركة"غازبروم"، وتولي ميدفيديف الإشراف عليه أنجز من غير شطط، وبلغ النتيجة المرسومة وتحتكر الشركة المذكورة سوق الغاز الطبيعي الروسي. فهل يبلغ بوتين غايته المرجوة؟ فالأيام القادمة هي ميزان نجاح بوتين في إبعاد الرئيس الجديد عن"حلبة صراع الجماعات المتنازعة"داخل مؤسسة الحكم، أو فشله. ويتعلق النجاح بميدفيديف نفسه، وبقدرته على قيادة البلاد على طريق أهداف المرحلة القادمة. عن"روسيسكايا غازيتا"الروسية، 3/3/2008