نيكولا ساركوزي الذي وصل الى لندن أمس, هو خامس رئيس في الجمهورية الخامسة في فرنسا يقوم بزيارة دولة لبريطانيا. وتعود آخر زيارة دولة لرئيس فرنسي الى بريطانيا الى أيار مايو 1996 وقام بها الرئيس جاك شيراك. وقبل ذلك زار فرنسوا ميتران بريطانيا في تشرين الأول أكتوبر 1984 وفاليري جيسكار ديستان في حزيران يونيو 1976 والجنرال شارل ديغول في نيسان أبريل 1960. ومثل شيراك وميتران وجيسكار ديستان, سيلقي ساركوزي كلمة أمام مجلسي العموم واللوردات البريطانيين في القاعة الملكية لقصر ويستمينستر. أما ديغول فحظي بتكريم فريد إذ دعي لإلقاء كلمة في"ويستمينستر هول"اقدم قسم في القصر, شيد في القرن الحادي عشر ومخصص لوضع جثامين الملوك الراحلين لإلقاء نظرة الوداع عليهم. وكانت زيارة شيراك جرت خلال أزمة جنون البقر. وسعى الرئيس الفرنسي في حينه الى تهدئة التوتر الناجم عن هذه الأزمة. كما عمل على إقناع محادثيه باعتماد العملة الأوروبية الواحدة التي طرحت في 1999. أما زيارة ميتران في تشرين الأول 1988, فتزامنت مع الذكرى الثمانين لتوقيع اتفاق التفاهم الودي, الميثاق التأسيسي لعلاقات الصداقة بين فرنساوبريطانيا. وشاب هذه الزيارة حادث بين رجال الشرطة البريطانيين والفرنسيين, إذ اتهمت"اسكتلنديارد"أجهزة الأمن الفرنسية بإخفاء متفجرات في مكان مخصص لحفلة استقبال حضرها ميتران في محاولة للبرهنة على فشل الكلاب البوليسية الإنكليزية. وتمكن الرئيس جيسكار ديستان خلال محادثاته مع رئيس الوزراء البريطاني جيمس كالاهان في حزيران 1976, من التوصل الى قرار عملي بعقد قمة فرنسية - بريطانية سنوية. وعقدت أولى هذه القمم بعد أشهر في تشرين الثاني نوفمبر 1976 في فرنسا. وبعد عودته الى إنكلترا في 1960, تحدث الجنرال ديغول عن المقاومة المشتركة للنازية للتشديد على الصداقة بين الشعبين. لكن وراء المجاملات الديبلوماسية، ألح على مسألتين هما ضرورة أن تعامل على قدم المساواة وتغليب أوروبا على الولاياتالمتحدة.