أعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان القوات الاميركية"دخلت نهاية المطاف"في التزاماتها تجاه العراق، موضحاً ان خطة الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما للانسحاب من البلاد خلال 16 شهراً"لا تعني الانسحاب غير المسؤول منه". راجع ص 2 و3 وفي أول تأكيد أميركي لبقاء قوات في المدن العراقية بعد حزيران يونيو المقبل، موعد انسحاب هذه القوات من المدن بحسب"اتفاق سحب القوات"بين بغدادوواشنطن، كشف قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال رايموند اوديرنو ان قوات"غير مقاتلة"ستبقى في المدن لتقديم الدعم والتدريب والمساندة للقوات العراقية بعد حزيران 2009. وقال اوديرنو للصحافيين، في حضور وزير الدفاع الاميركي في قاعدة بلد الجوية، ان المفاوضات ستجري مع العراقيين لتنفيذ الاتفاق الذي ينص على انسحاب القوات الاميركية من المدن والبلدات آخر حزيران المقبل، ومن العراق بحلول اواخر عام 2011. وأضاف"اذا اختارت حكومة كل من البلدين اعادة التفاوض بخصوص هذا الامر في وقت ما عام 2011 فبالتأكيد يمكن القيام بذلك. الا أن الوقت لا يزال طويلاً". ويتوقع ان تثير تصريحات الجنرال الأميركي جدلاً في شأن مدى التزام واشنطن"اتفاق سحب القوات"وتفسيره. وكان الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أثار جدلاً باعلانه ان القوات الاميركية قد لا تنسحب بالكامل بعد ثلاث سنوات كما ينص"اتفاق سحب القوات"، مضيفاً خلال زيارة لواشنطن ان قوات الامن العراقية قد تحتاج الى 10 سنوات كي تصبح جاهزة لتولي زمام الامر من القوات الاميركية. لكن مكتب رئيس الحكومة نوري المالكي شدد في بيان على ان تصريحات الدباغ"رأي شخصي"لا يعكس رأي الحكومة العراقية. كما أصر الناطق باسم وزارة الدفاع محمد العسكري على أن القوات العراقية ستكون قادرة على تولي زمام الامر من القوات الاميركية. وتابع أنه في نهاية 2011 ستكون القوات العراقية قادرة على محاربة الارهاب والحفاظ على الامن الداخلي. لكنه لم يتطرق الى بقاء قوات أميركية في المدن بعد حزيران المقبل. وعلى رغم بروز اقتراحات حول بقاء بعض القوات الأميركية في المدن بعد الصيف، عكس ما ينص"اتفاق سحب القوات"إلا ان تصريحات الجنرال اوديرنو هي الأولى لمسؤول عسكري أميركي يؤكد بقاء قوات أميركية في مواقع عسكرية بعد حزيران المقبل. وأوضح قائد القوات الأميركية ان"الانسحاب من المدن بموجب الاتفاق لا ينطبق الا على القوات المقاتلة، وستبقى بعض الطواقم في المراكز الامنية المشتركة في المدن لدعم قوات الامن العراقية، وتقديم المساعدة والتدريب خلال العملية الانتقالية". وأضاف"يجب أن نبقى داخل هذه القواعد بعد الصيف، لأننا ما زلنا نوفر العوامل المساعدة لقوات الامن العراقية، فهي غير قادرة على توفير ذلك". وتابع"من المهم ان نحافظ على وجود كاف لمساعدتهم خلال السنة الانتقالية"، مشيراً الى ان العراق سيشهد السنة المقبلة 3 انتخابات: انتخابات المحافظات في كانون الثاني يناير والانتخابات التشريعية في الخريف بالاضافة الى الاستفتاء حول الاتفاق الامني خلال الصيف. وكان وزير الدفاع الأميركي أعلن الاربعاء الماضي خلال زيارته الى افغانستان ان"من المحتمل أن يكون هناك اهتمام كبير بالابقاء على أكبر عدد ممكن من القوات في العراق خلال انتخابات المحافظات وربما لبعض الوقت بعد ذلك". وكان البرلمان العراقي أقر بعد جدل طويل"الاتفاق الامني"ومن المقرر أن يطرح للاستفتاء في حزيران المقبل. واعتبر منتقدو الاتفاق، وبينهم أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، ان الاتفاق يمنح شرعية للاحتلال الأجنبي، وحذروا من عدم التزام الولاياتالمتحدة مواعيد الانسحاب. وقال رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان احمد المسعودي ان هذه"الاتفاق صمم لاضفاء الشرعية على الوجود الاميركي في العراق". ولفت الى ان"الامور لن تتغير عندما يبدأ سريان الاتفاق"في 1 كانون الثاني يناير المقبل، وان"الانتهاكات ضد الشعب العراقي ستستمر". نشر في العدد: 16690 ت.م: 14-12-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: تأكيد أميركي لبقاء قوات في المدن بعد حزيران