أنهى قادة الدول الأعضاء في منظمة "شنغهاي" للتعاون، قمة عادية عقدوها في العاصمة القيرغيزية بشكيك أمس، بتوقيع ثمانية اتفاقات تعاون أمني وعسكري، وإصدار بيان مشترك يؤكد الحاجة الى بناء عالم متعدد الأقطاب. وسعى المجتمعون الى تأكيد عزمهم على تنشيط التعاون بين دولهم في شكل يمنح المنظمة الإقليمية ثقلاً وقوة أكبر، من خلال التركيز على أهمية زيادة التعاون العسكري الأمني بين دول المجموعة. وحضر القمة رؤساء الدول الأعضاء: روسيا والصين وأربع جمهوريات في آسيا الوسطى هي: اوزبكستان وطاجيكستان وكازاخستان وقيرغيزستان، إضافة الى رئيسي إيران وأفغانستان وهما بلدان يتمتعان بعضوية بصفة مراقب في المنظمة مع الهند وباكستان ومنغوليا. وسعى المجتمعون الى تحويل القمة الى نقطة دفع قوية لنشاط المنظمة الذي قوبل اكثر من مرة بفتور وانتقادات من جانب الأميركيين، زادت حدتها منذ بدأت المنظمة قبل عامين بالإلحاح على سحب واشنطن قواعدها العسكرية المستحدثة في منطقة آسيا الوسطى في إطار"الحرب على الإرهاب"بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر 2001. ووقع المشاركون في القمة ثمانية وثائق، من بينها اتفاق تعاون وصداقة بين دول المنظمة، وبيان مشترك حدد مهماتها للعام المقبل، و"إعلان بشكيك"الذي انتقد الأحادية القطبية، ودعا الى وضع آليات جديدة لبناء عالم متعدد الأقطاب. سياسة التفرد في العالم وكعادة اجتماعات منظمة"شنغهاي"تناولت خطابات الرؤساء المشاركين السياسة الأميركية في العالم بالانتقاد. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المهمة الرئيسية لمنظمة"شنغهاي"تتمثل في التصدي لتهديدات الإرهاب والانفصالية والتطرف. واعتبر أن التجربة أظهرت ان"أي دولة لا تستطيع حل مشاكل الأمن بمفردها"، معرباً عن قناعته بأنه لا يمكن تجزئة الأمن في العالم و"لن تنجح أية دولة تحاول بمفردها حل المشاكل العالمية أو الإقليمية". وفي إشارة مباشرة الى توجه موسكو لزيادة التنسيق العسكري - الأمني بين دول المجموعة وتأسيس ما يطلق عليه البعض تسمية"الذراع العسكري للمنظمة"، أكد بوتين ان على الدول الأعضاء تنشيط تعاونها في المجال الأمني ودعا الى إجراء مناورات أمنية مشتركة على غرار المناورات العسكرية التي تجريها دول المنظمة حالياً. مناورات مع روسيا والصين وفي خطوة ذات مغزى أعلن في بشكيك امس، ان الرؤساء المشاركين في القمة سيحضرون الجمعة المرحلة الختامية من التدريبات المشتركة التي يجريها حالياً نحو ستة آلاف عسكري من بينهم ألفا روسي و1700 صيني في مدينة تشيليابينسك الروسية. وكانت واشنطن انتقدت المناورات المشتركة لدول منظمة"شنغهاي"، خصوصاً بعدما رفضت دول المنظمة حضور مراقبين عسكريين أميركيين المناورات. بديل للدرع الأميركية على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الأذربيجاني المار ماميدياروف أن فريق خبراء من أذربيجانوروسياوالولاياتالمتحدة سيزور منطقة غابالا في أذربيجان لدرس إمكان الاستخدام المشترك لمحطة الرادار الروسية التي تحمل اسم المنطقة. وبحسب معطيات اذرية فان الوفد سيضم ممثلين عن وزارات الخارجية والدفاع وكذلك مؤسسات علمية في أذربيجانوروسياوالولاياتالمتحدة. ومعلوم ان موسكو التي تعارض بشدة خطط واشنطن لنشر درع صاروخية في أوروبا، اقترحت تعاون البلدين في إدارة محطة الرادار كبديل عن خطة واشنطن، خصوصاً ان المحطة قادرة على رصد إطلاق صواريخ من إيران والشرق الأوسط عموماً، وهي الذريعة التي تستخدمها واشنطن لتأكيد الحاجة الى نشر درع صاروخية في أوروبا. وقال مسؤولون اذريون ان الولاياتالمتحدة استقبلت هذا الاقتراح حول عقد اللقاء الثلاثي"إيجاباً وتنوي دراسته، ومن أجل ذلك ستعقد جولة جديدة من المشاورات في هذا الصدد، وباكو مستعدة للمشاركة فيها".