للمرة الأولى خلال 48 سنة في السلطة، لم يترأس فيدل كاسترو احتفالات ذكرى انطلاقة الثورة في 26 تموز يوليو المصادف أمس، ومثّله شقيقه راوول رئيس الدولة بالوكالة وألقى خطاباً للمناسبة. وأقيمت الاحتفالات لإحياء ذكرى الهجوم الذي شنه فيدل كاسترو ورفاقه على ثكنة مونكادا في سانتياغو دي كوباجنوب عام 1953، وكانت تلك الشرارة الاولى للثورة التي قادته الى السلطة عام 1959. وكان كاسترو تعرض لوعكة صحية غداة الاحتفالات بالمناسبة ذاتها في 26 تموز 2006، ونقل بشكل طارئ وسري إلى المستشفى حيث تبين أنه أصيب بنزيف خطر في الأمعاء. وبعد أربعة أيام 31 تموز ، تلا الزعيم الكوبي خطاباً عبر التلفزيون، أعلن فيه تخليه"موقتاً"عن السلطة لشقيقه، للمرة الأولى منذ 1959. وبعد سنة لم تسمح حال القائد الكوبي المسن الذي ما زال في غرفة مستشفى في هافانا، بظهوره علناً وإن كان كتب خلال الأشهر الأربعة الأخيرة نحو ثلاثين مقالاً صحافياً علق فيها على الأحداث الوطنية والدولية وأجرى مقابلة تلفزيونية استمرت ساعة واستقبل رؤساء دول جاؤوا يسألون عن صحته. وفي أيار مايو الماضي، كشف كاسترو الذي اعتبرت حاله الصحية"من أسرار الدولة"أنه كان"بين الحياة والموت"بعد تعرضه إلى"عمليات"جراحية عدة فشلت الأولى منها، لكنه لم يكشف شيئاً عن سبب مرضه. وكان الزعيم الكوبي 81 سنة وهو آخر رموز الحرب الباردة، كلف في الماضي شقيقه راوول مرتين فقط بإلقاء خطاب 26 تموز في عامي 1994 و1997 مع أنه ترأس الاحتفالات من على المنصة. وألقى راوول كاسترو 76 سنة خطابه أمس، في كاماغواي المدينة التي استضافت هذه السنة الاحتفالات، بحضور حوالى مئة ألف شخص تجمعوا في الساحة المركزية. ويختلف"إسلوب"راوول كاسترو كثيراً عن أسلوب شقيقه، باختصار خطاباته ودقتها. وبقيادة راوول، التزمت كوبا"استمرارية"الثورة في حين تم تشديد الخطاب الرسمي حول الفساد والبروقراطية مع دعوات متكررة إلى"الانضباط"والبراغماتية لتسوية المشاكل الخطيرة التي يعاني منها السكان مثل التموين والنقل والسكن. على صعيد آخر، قال مكتب كاتب محكمة في ولاية مين الاميركية أول من أمس، أن امرأة رفعت دعوى قضائية على الزعيم الكوبي بشأن أسر ووفاة والدها الذي كان طياراً ويعتقد بأنه اختفى فوق كوبا منذ أربعين سنة. وتحمل الدعوى التي رفعتها شيري سوليفان في أيار الماضي، وأرسلت إلى كوبا هذا الأسبوع، كلاً من فيدل كاسترو وأخيه راوول إلى جانب جمهورية كوبا، مسؤولية الوفاة الظالمة لجيفري فرانسيس سوليفان. وقالت سوليفان في أوراق الدعوى التي أودعتها محكمة والدو كاونتي العليا في مين، إن والدها اشترك"في عمليات سرية عدة مناهضة لكاسترو في أميركا الوسطى وكوبا"قبل اختفائه أثناء طيرانه فوق كوبا في عام 1963. وأضافت أنه"تم إسقاطه فوق كوبا أثناء قيامه بمهمة سرية ضد حكم كاسترو وسجنته حكومة كاسترو في كوبا". ووفقاً للدعوى القضائية التي تطالب بتعويضات عن أضرار غير محددة أعلنت السلطات الأميركية جيفري سوليفان ميتاً. وبموجب قانون أميركي سن عام 1996، رفعت قضايا عدة ضد كوبا بشأن حالات وفاة ظالمة، بينها ما يتعلق بوفاة أميركي أعدم لتهريبه أسلحة إلى داخل كوبا وإسقاط طيار لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي أي فوق كوبا في عملية خليج الخنازير. وصدرت أحكام بتعويضات لمصلحة عائلات ضحايا دفع بعضها من أرصدة كوبية مجمدة في مصارف في الولاياتالمتحدة، إلا أن تقارير لوسائل إعلام أميركية أفادت بأن كل تلك الأرصدة التي يقدر مجموعها بما يصل إلى 268 مليون دولار وفقاً لما ذكرته صحيفة"ميامي هيرالد"، نفدت الآن تقريباً.