بدأت مظاهر الحياة تدب مرة أخرى في المنتزهات والحدائق الترفيهية في بغداد، التي ظلت مهجورة على نطاق واسع، وغيرها من مقاصد الجذب حيث تشجع العراقيون على الخروج اليها بعد تراجع جرائم القتل الطائفية والتفجيرات في العاصمة العراقية ليقبلوا مجدداً على الاستمتاع بارتياد تلك الاماكن والترويح عن أنفسهم. وأشادت الحكومة بالمكاسب المبكرة للحملة الامنية العراقية - الاميركية في بغداد وشعرت بقدر كاف من الثقة الثلثاء جعلها تخفض ساعات حظر التجول اثناء الليل التي كانت قد اجبرت الكثير من المطاعم والاعمال على اغلاق ابوابها مبكراً. وعلى رغم ان كثيراً من سكان المدينة، التي يقطنها سبعة ملايين نسمة، لا يزال يعتريهم القلق ازاء فكرة الخروج من اجل الترفيه، فإن بعضهم غامر بالتوجه الى حديقة ملاهي الرصافة، وهي الاكبر في بغداد، لمنح انفسهم فسحة وسط أجواء من العنف والافتقار الى الخدمات الاساسية. وقالت ريام باقر، التي وقفت في صف مع أصدقاء لركوب لعبة الاسطوانة الدوارة المثيرة،"كان يعترينا بعض القلق قبل المجيء". وتابعت"لكن لحسن الحظ... يوجد كثير من الناس هنا ويمكننا ان ننسى لبرهة العالم الذي يسوده العنف في الخارج ونستمتع اليوم". وقال عاملون في حديقة الملاهي، التي انشئت منذ نحو 40 عاماً، ان عدد الزوار في ازدياد ويصل الى الاف عدة في اليوم. لكنهم قالوا ان كل ما يتطلبه الامر لابتعاد الناس مجدداً هو انفجار كبير لسيارة ملغومة. وفي يوم خلال الاسبوع الجاري استمتع الطلاب والاطفال والشباب والعائلات بالالعاب في مدينة الملاهي مثل مركبات القضبان اللولبية والعجلة الدوارة وقطار الاشباح والسيارات المتصادمة. ويقوم عباس خضير بتشغيل لعبة سفينة القراصنة المثيرة. ويقول ان زبائنه زاد عددهم بمعدل ثلاثة امثال عما كان عليه الحال من قبل بسبب تراجع القتل اليومي على يد فرق القتل الطائفية. وتذكر كيف ساءت الامور عندما فجر مسلحون مرتبطون بالقاعدة مزارا في مدينة سامراء منذ نحو عام وهو الحدث الذي ادى الى تفجر موجة من العنف الطائفي خلفت عشرات الالاف من القتلى العراقيين. وتابع بينما دخل زوجان شابان عبر الباب الدوار"عقب تفجير سامراء واجهنا أقسى عام لنا. كانت مدينة الملاهي تشبه مدينة الاشباح... يمكنني ان ارى ان الناس يستمتعون بوقتهم حقا حاليا". كما بدأ الزبائن في العودة شيئا فشيئا الى المطاعم. وقال مخلص عبدالله صاحب مطعم"كرسبي"وسط بغداد، الذي يقدم اصنافاً متنوعة من الاطعمة تراوح بين الغربية والهندية والصينية الى جانب الاطباق المحلية التقليدية، ان الارباح في الربع الاول من السنة زادت على نصف أرباحه في العام الماضي. واضاف"اصبح مزيد من الاشخاص يأتون لتناول الطعام منذ بدء الخطة في شباط فبراير لكن الناس لا يزال يعتريهم التوتر وقنبلة واحدة كبيرة كفيلة بإخافتهم وإبعادهم ثانية". واكمل"عندما يسمع الناس ان الحكومة خففت حظر التجول سيمنحهم ذلك مزيدا من الثقة". كما بدأت حديقة حيوان بغداد تشهد مجددا عودة الشباب والعائلات لارتيادها خصوصاً في عطلة نهاية الاسبوع لمشاهدة الحيوانات مثل القردة والاسود والدببة والفهود. ويقوم الحراس عند البوابة باجراء تفتيش ذاتي للجميع في محاولة لتجنب التفجيرات الانتحارية. وقال قيس وفيق انه احضر ابنه أحمد الى حديقة الحيوان للقضاء على الملل الذي يعانيه الصغير الذي يبلغ الثالثة من العمر في المنزل. واضاف، بينما كان يحمل ابنه أحمد الذي كان يشعر بحماسة بالغة وهو يشير الى قفص الذئب،"آتي الى هنا كل اسبوع فابني يعشق هذا المكان". وقال وفيق ان كثيراً من الناس اصبحوا يقبلون على ارتياد حديقة الحيوان في هذه الايام. وتابع"أشعر بالاسف لانه ينشأ في مثل هذه الظروف البغيضة وحديقة الحيوان هي الشيء الوحيد الذي يمكن ان يستمتع به... ولا يحصل على كفايته منها. كل مرة يستيقظ فيها يود ان يأتي لمشاهدة الاسود والنمور ثانية".