اتهمت القاهرة، أمس، مهندساً نووياً مصرياً بالتجسس لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية وتزويدها معلومات عن مفاعل إنشاص الذري، شمال شرقي القاهرة. وهذه حادثة التجسس الثانية لمصلحة الدولة العبرية تكشفها السلطات المصرية في خلال شهور، بعدما اتهمت شاباً مصرياً يحمل الجنسية الكندية بالعمل لمصلحة"موساد"في محاولة لاختراق صفوف الجالية المصرية في كندا وتجنيد عملاء لإسرائيل في صفوفها. راجع ص4 لكن ما كشفته النيابة المصرية يُظهر، إذا ما ثبتت صحته خلال المحاكمة، أن الإسرائيليين مهتمون بإعلان القاهرة عزمها العمل من جديد لتوليد الطاقة الكهربائية عبر مفاعلات نووية، بعدما أوقفت في ثمانينات القرن الماضي خططها لإقامة محطات للطاقة النووية. لكن اسرائيل نفت الاتهامات التي أوردتها النيابة المصرية في شأن قضية التجسس الجديدة المتهم فيها المهندس في هيئة الطاقة الذرية محمد سيد صابر 35 عاماً، معتقل بالتآمر ل"الإضرار بالمصالح القومية لمصر"بالاشتراك مع براين بيتر ايرلندي الجنسية، فار وشيرو ايزو ياباني الجنسية، فار. وقالت النيابة المصرية إن الأول اتفق مع المتهمين الثاني والثالث"على التعاون معهما لمصلحة الاستخبارات الاسرائيلية لاختراق أنظمة الحاسب الآلي لهيئة المواد النووية التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة من خلال دس برنامج حاسب آلي على أجهزة الحاسب الخاص بتلك الهيئة يتيح للاستخبارات الاسرائيلية الإطلاع على المعلومات الخاصة بنشاط الهيئة، وإمدادها بمعلومات وأوراق سرية تحوي أوجه نشاط هيئة الطاقة الذرية والمفاعلات النووية". ونسبت النيابة إلى صابر أنه طلب وتسلّم آلاف الدولارات لقاء تعاونه لمصلحة الاستخبارات الاسرائيلية التي كانت تريد أن تعرف أنظمة العمل في مفاعل انشاص ومصنع الوقود النووي ومواعيد زيارات مفتشي وكالة الطاقة الذرية وتسعى إلى اختراق أنظمة الكومبيوتر الخاصة بهيئة الطاقة النووية. وقدّمت النيابة معلومات مفصلة عن لقاءات متكررة عقدها المتهم المصري بين 2006 ومطلع 2007 في هونغ كونغ مع المتهمين الآخرين وطريقة الاتصالات"المشفّرة"بينهم. وتبيّن أن المهندس المصري حاصل على بكالوريوس الهندسة النووية من جامعة الاسكندرية العام 1994 ويعمل في هيئة الطاقة الذرية منذ 1997 أُلحق بالعمل في المفاعل النووي في مدينة إنشاص، وأنه قدّم في 1999 طلب هجرة للسفارة الإسرائيلية في القاهرة لمتابعة دراسته النووية في جامعة في تل أبيب. وستصدر محكمة أمن الدولة العليا هذا الشهر حكماً في قضية المصري - الكندي محمد عصام غنيمي العطار 31 عاماً المتهم بالتخابر مع إسرائيل وتجنيد مصريين وعرب في تركياوكندا للعمل لحساب"موساد".