قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مخاطباً الرئيس اللبناني اميل لحود الذي التقاه اول من امس في حضور وزيري خارجية البلدين فوزي صلوخ ومنوشهر متقي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة"انها تجربة مرة وقاسية مرت على بلدكم الشقيق الا انها في الوقت ذاته مناسبة لاستخلاص العبر وليفهم الجميع ان لبنان ليس بلداً ضعيفاً وهو قادر على مقاتلة عدوه ولعله الوحيد الذي قاتل واستحق النصر وبات الاعداء يهابونه وأضاف:"ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف الى جانبكم وتدعمكم وستبقى مع ارادتكم وخياراتكم وهي مستعدة لكل مساعدة في كل المجالات". وأضاف الرئيس الايراني:"لا بد لي من الاشادة بالحكمة التي تحليتم بها وبعد النظر والرؤية في قيادة لبنان الى هذا النصر بالتعاون مع المقاومة الوطنية التي نعتبر انها استحقت التضحيات التي قدمتها من اجل لبنان. ونحن سعداء ان نرى جميع اللبنانيين متضامنين فيما حلفاء الصهيونية يواصلون تآمرهم على لبنان الذي نؤكد اننا ندعم استقلاله وسيادته ونريد له المزيد من التقدم والنجاح". وأشار نجاد الى ان بلاده تدعم مطلب لبنان التعويض عن الأضرار التي ألحقتها اسرائيل به وكذلك التعويض عن الجرائم التي ارتكبتها في حق الابرياء والآمنين"حتى تدفع اسرائيل ثمن ما فعلته ضد لبنان". وقال:"اذا حافظ الشعب اللبناني على وحدته الوطنية وعلى إيمانه بالله فما من قوة بامكانها ان تنتصر عليه". وتابع نجاد:"على رغم ان اعداء الشعب اللبناني ممعنون بالوقاحة وعلى رغم الخسارة التي لحقت بهم فإنهم يواصلون توجيه تهديداتهم وهذا ما يتطلب الحفاظ على اليقظة الدائمة وعلى الوحدة كما الحفاظ على جاهزية المقاومة وهذه افضل وسيلة للردع". واختتم نجاد بقوله:"من الضروري ان يمد الجميع أياديهم الى بعضهم بعضاً ونحن علينا ان نساعد الشعب اللبناني لكي تتم إعادة بناء لبنان افضل مما كان في السابق. وعلى العالم اجمع ان يعرف انه طالما ان الشعب اللبناني موحد فما من قوة في العالم وما من تهديد يمكنهما ان يسيئا اليه. ان الشعبين الايراني واللبناني سيبقيان الى الابد جنباً الى جنب". وتطرق الحديث بين الرئيسين لحود ونجاد الى مرحلة ما بعد العدوان الاسرائيلي واستفسر الرئيس الايراني عن الخطة التي ستعتمد لإزالة آثار العدوان فأكد لحود ان الحكومة في صدد وضع خطة متكاملة شاكراً لإيران دعمها. ولفت لحود نظيره الإيراني الى خطورة إلقاء اسرائيل قنابل عنقودية فاق عددها المليون و200 ألف قنبلة بين المنازل والبساتين والطرق، معتبراً ان الأولوية يجب ان تعطى لإزالة هذه القنابل ومنع خطرها على السكان وعلى العسكريين المنتشرين في الجنوب لا سيما ان حوادث انفجار القنابل العنقودية تتكرر يوماً بعد يوم وأبدى نجاد استعداد بلاده لإرسال خبراء متخصصين في ازالة مثل هذه القنابل وتفكيكها. ودعا نجاد لحود الى زيارة طهران"ليتمكن الشعب الايراني من الترحيب بكم لأنه يعتبركم بطلاً قاد بلاده الى التحرير والحرية". كذلك التقى لحود وزير خارجية استراليا الكسندر داونر وعرض معه الوضع في الجنوب بعد انتشار الجيش اللبناني فيه على رغم عدم حصول الانسحاب الاسرائيلي الكامل، مؤكداً تمسك لبنان باستعادة مزارع شبعا اللبنانية، ومعتبراً ان التساهل في هذه المسألة يوتر الوضع في الجنوب لأن المزارع كانت من الاسباب الأساسية لاستمرار التوتر في المنطقة الجنوبية بعد رفض اسرائيل الانسحاب منها. وأبدى الوزير داونر استعداد بلاده للمساهمة في اعادة إعمار ما هدمته اسرائيل، مشيراً الى ان دوائر استرالية متخصصة تدرس مثل هذه المشاركة. وكان لحود التقى عدداً من ابناء الجالية اللبنانية في نيويورك ورئيس أساقفة الروم الارثوذكس في أبرشية الولاياتالمتحدة الاميركية المطران فيليبوس صليبا قبيل مغادرته نيويورك امس الجمعة عائداً الى بيروت بعدما ترأس وفد لبنان الى الاجتماعات الواحدة والستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة.