يبدو أنّ الغيرة ليست حكراً على الانسان... إذ أظهرت دراسة استغرق إجراؤها تسع سنوات، أن قرد الشمبانزي الذكر، الذي يتميز عادة بالهدوء، يصبح عدوانياً مثل الإنسان، عندما يشتبه في أن شريكة حياته تخونه مع حيوان آخر. وكشفت الدراسة التي أُجريت من عام 1993 حتى عام 2004 في حديقة كيبالي الوطنية غرب أوغندا، أنّ هناك تشابهاً ملحوظاً بين سلوك ذكور الشمبانزي والإنسان. إذ يلجأ العديد من ذكور الشمبانزي الى تشويه صورة شريكتهم، أو يهجرونها إلى الأبد، عند الاشتباه في عدم وفائها. وجاء في موقع"سي أن أن"على الانترنت أن هناك أوقاتاً يصبح فيها ذكر الشمبانزي عدوانياً تجاه الأنثى في مجموعته، بخاصة عندما يشتبه في أنها ترحب بعرض ذكر آخر، على رغم أن الشمبانزي حيوان مسالم بطبيعته. وتقدم أنثى الشمبانزي على الزواج في أوقات محددة، غالباً ما تكون في فترة الاباضة، ما يجعل التنافس عليها بين القردة الذكور قاسياً. وفي الوقت عينه، تمارس الشمبانزي الأنثى عن عمد الاتصال الجنسي المتعدد، لكي تربك الذكور في ما يتعلق بالأب الحقيقي لأطفالها. وذكر بيان لهيئة الحياة البرية الأوغندية، التي أشرفت على الدراسة، أن الكثير من ذكور الشمبانزي يميل إلى قتل الشمبانزي الرضيع، الذي لا يكونون آباء له، ما يؤذي الإناث بشدة. ولحماية أطفالها، تسعى أنثى الشمبانزي للتزاوج مع عدد من الذكور، حتى يعتقد كل واحد منهم بأنه والد الرضيع، وبالتالي تضمن حماية أكبر له.