على رغم حال الارتياح بين أوساط الأجهزة الأمنية المصرية بعد مقتل قائد تنظيم"التوحيد والجهاد"في سيناء نصر خميس الملاحي في معركة مع الشرطة أول من أمس، إلا أن مصادر مصرية أكدت أن جهود أجهزة الأمن وفرق مكافحة الإرهاب ستتواصل للقبض على أكثر من 25 من أعضاء التنظيم فارين. وبدأت أجهزة الأمن والنيابة تحقيقاتها في حادث مقتل الملاحي والقبض على مساعده محمد عبدالله عليان أبو جرير. وقالت المصادر إن سيدة بدوية كانت تجمع الحشائش من أسفل مزرعة زيتون في شمال سيناء وشاهدت الملاحي وأبو جرير أثناء نومهما تحت الشجرة فأبلغت زوجها الذي أبلغ بدوره رجال الأمن الذين طوقوا المكان، وطلبوا منهما الاستسلام لكنهما رفضا وحاولا الفرار وبادرا بإطلاق النار. وتابعت ان الملاحي ألقى قنبلة لم تنفجر، ثم حاول إلقاء قنبلة ثانية فانفجرت فيه. وقُبض على زميله محمد عبدالله. وتبين من التحقيقات ان قوات الأمن عثرت على سلاح آلي مع كل منهما وقنابل لم تنفجر. واقتيد أبو جرير إلى مقر تابع للشرطة حيث بدأت معه التحقيقات لكشف أبعاد التفجيرات التي ضربت سيناء وكذلك معرفة الأماكن التي قد يأوي إليها زملاؤهم. وكشف مصدر أمني ل"الحياة"أن خبراء في تقفي الأثر كانوا تتبعوا آثار أقدام الرجلين منذ أسبوع، بعدما فرا من جبل المغارة إلى منطقة بئر العبد، ثم توجها إلى طرق سرية للاختفاء في المزارع الموجودة هناك. وأشاد المصدر بالدور الذي ساهم به بدو سيناء في تتبع الإثنين. وكان والد الملاحي قال في التحقيقات إن ابنه حصل على بكالوريوس حقوق من جامعة الزقازيق ورفض العمل في المحاماة وقرر العمل في مجال الزراعة في العريش حيث تعرف على القائد السابق للتنظيم خالد مساعد الذي قتل في مواجهات مع الشرطة ومعه قائد الجناح العسكري سالم الشنوب في آب أغسطس من العام الماضي. وأكدت والدته فتحية محمد ابراهيم إنها تنتمي إلى مدينة فاقوس في محافظة الشرقية، ولذلك ارتبط ابنها بتلك المحافظة والتحق بكلية الحقوق في مدينة الزقازيق، وبعدما انتهى من الدراسة رفض العمل في المحاماة وتزوج وأنجب 3 أطفال حيث تقيم أسرته في حي السهران في العريش، بعدما استقل وأقام في منزل منفصل. ورجحت أن تكون بداية عضوية ابنها في التنظيم عندما تعرف على خالد مساعد، ولم تكن تعرف هي ولا أشقاؤه الخمسة الذكور علي ومحمد ومحمود وأحمد ورضوان وكذلك ابنتاها المتزوجتان فاطمة وسلوى شيئاً عما يدور بين نصر وأصدقائه، حتى حدث تفجير طابا وقال رجال الأمن إنه عضو في التنظيم، لكنها لم تصدق. وعلى رغم الحملات التي شنتها قوات الأمن على مناطق عدة في سيناء في الشهور التي سبقت التفجيرات، إلا أن الطبيعة الصعبة لتلك المناطق حالت دون توصل الأجهزة الى مناطق اختباء المسلحين فيها. ووفقاً لمصادر مصرية فإن قوات الشرطة استعانت بوسائل متطورة لملاحقة المطلوبين في تلك المناطق الجبلية، كما تم اتباع نظام يقوم على تصوير مواقع تحركات المطلوبين بعد تضييق الخناق عليهم وسد الثغرات الأمنية ونصب كمائن ثابتة ومتحركة. وأشارت إلى الاستعانة بأبناء سيناء المتخصصين في اقتفاء الأثر، إضافة إلى ما أبداه شيوخ قبائل الشيخ زويد من تعاون كامل مع القيادات الأمنية والذي كان من أبرز نتائجه كشف هوية جثث وأشلاء الذين فجّروا أنفسهم في دهب، وكان ذلك بداية الخيط للوصول إلى العقل المدبر لتلك التفجيرات قائد التنظيم الملاحي. وأشارت مصادر أمنية إلى أن مظاهر الابتهاج والارتياح بدت على أبناء العريش وتجسدت في شكل لافت في تظاهرة رافضة للإرهاب بعد مقتل الملاحي.