قال زعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن في شريط صوتي جديد إن الحصار الذي يفرضه الغرب حالياً على الحكومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الاسلامية حماس وتدخله في السودان، يثبتان أن الغرب يشن"حرباً صليبية"ضد الاسلام. وقال بن لادن في الشريط الذي بثت قناة"الجزيرة"الفضائية مقتطفات منه امس، إن"رفضهم الغربيون لحماس أكد أنها حرب صليبية، ثم إنني أقول إن الحرب مسؤولية تضامنية بين الشعوب والحكومات والحرب مستمرة والشعوب تجدد الولاء لحكامها وسادتها وترسل أبناءها إلى الجيوش لقتالنا وتواصل الدعم المادي والمعنوي وبلادنا تطرق وبيوتنا تقصف وشعوبنا تقتل ولا يبالي بنا أحد"، مشيراً إلى"الانتهاكات الصارخة على أمتنا وعلى إخواننا وبلداننا"بما فيها"ما قامت به حليفتكم إسرائيل من اقتحام وهدم لسجن أريحا في تواطؤ مع أميركا وبريطانيا". وأشار إلى أن ما يجري في جنوب السودان وغربه جزء مما سماها"الحملة الصليبية". وقال:"عادت بريطانيا وفصلت السودان عن مصر ثم عصفت مرة أخرى على السودان تسعى لفصل جنوبه وكونت فيه جيشاً من أهل الجنوب ودعمتهم بالمال والسلاح والخبرة ووجهتهم بالمطالبة بالانفصال عن السودان ثم تبنت أميركا هذا الجيش بالدعم المادي والمعنوي وعبر أدواتها الدولية في الاممالمتحدة وضغطت على حكومة الخرطوم للتوقيع على اتفاقية ظالمة تسمح للجنوب بالانفصال بعد ست سنوات من توقيع الاتفاق. وليعلم البشير وبوش أن هذا الاتفاق لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به ولا يلزمنا بمثقال ذرة". وأضاف بن لادن:"ثم لم تكتف أميركا بكل هذه الفتن والجرائم، بل توجهت لإثارة فتن أخرى وكان أكبرها فتنة غرب السودان". وقال:"إنها حرب صليبية صهيونية مستمرة ضد المسلمين. وفي هذا الخصوص، فإنني أعزم على المجاهدين وأنصارهم عموماً وفي السودان وما حولها بما في ذلك جزيرة العرب خصوصاً، أن يعدوا كل ما يلزم لادارة حرب طويلة المدى ضد اللصوص الصليبيين في غرب السودان وهدفنا واضح وهو الدفاع عن الاسلام وأهله وأرضه، لا دفاعاً عن حكومة الخرطوم، وإن تقاطعت المصالح، فخلافنا معها عظيم ويكفي أنها تقاعست عن تطبيق الشريعة وفرطت في الجنوب. وإنني أحث المجاهدين على أن يتعرفوا على أرض وقبائل ولاية دارفور وما حولها". وتطرق بن لادن إلى مسألة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة الى النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم والتي أثارت موجة من الغضب في الكثير من الدول الاسلامية، ودعا إلى نصرة الرسول وطالب بتسليم المسؤولين عن الاساءة للرسول الى تنظيم"القاعدة"كي يحاسبهم. وقال إن مطالبته تشبه مطالبة أميركا بتسليمه لها في أعقاب هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. وتحدث عن الهدنة التي سبق أن عرضها على الولاياتالمتحدة، وقال إن رفض واشنطن لها يؤكد أن الغرب لا يرغب في الحوار. وهذه المرة الأولى يظهر فيها بن لادن في وسائل الاعلام العربية منذ بث"الجزيرة"تسجيلاً صوتياً له في 19 كانون الثاني يناير الماضي، عرض فيه هدنة على الغرب. وقال موجهاً كلامه الى الاميركيين:"إن من استهزاء الناس واحتقارهم أيضاً أن تكون طائراتكم ودباباتكم تدمر البيوت فوق رؤوس أهلنا وأطفالنا في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وباكستان، ثم تبتسمون في وجوهنا وتقولون نحن لا نعادي الاسلام وإنما نعادي الارهابيين وندعو إلى التعايش السلمي والحوار بدلاً من صراع الحضارات والواقع يكذبهم. فساسة الغرب لا يرغبون في حوار إلا من اجل الحوار لاستغفالنا وتخديرنا لكسب الوقت ولا يريدون هدنة إلا من طرفنا نحن فقط... وهم يصرون على استمرار حملتهم الصليبية ضد أمتنا واحتلال بلادنا ونهب خيراتنا واستعبادنا. فلا تغرنكم أقوالهم أو أقوال المنافقين أو المرتدين من بني جلدتهم أو أقوال الفاسقين المكذبين الذين ارتفعت أصواتهم جميعاً في الفترة الاخيرة".