أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وجود أسير سعودي لدى إسرائيل، مؤكداً أن بلاده تعمل ما في وسعها من أجل استعادته، وتبحث في الامر مع كل المؤسسات الدولية المعنية، مثل الأممالمتحدة والصليب الأحمر. وأوضح ان أي تدخل في الشأن العراقي من أي من دول الجوار، لن تكون له آثار ايجابية، مشيراً إلى اجتماع قريب لهذه الدول. وتطرق سعود الفيصل، في المؤتمر الصحافي الذي عقده في مقر وزارة الخارجية في الرياض امس، إلى ملف إيران النووي، وما يثار عن أن دولاً في المنطقة يمكن أن تكون في المستقبل هدفاً للصواريخ الإيرانية. وقال:"إيران نفت التهم الموجهة بشأن ملفها النووي، ونحن نأخذ تصريحات المسؤولين الإيرانيين على محمل الجد، ونتعامل معها على هذا الأساس". وأشار إلى انه سيقوم بزيارة لايران قريباً. وقلل الوزير السعودي من تأثير الحوار الإيراني - الأميركي في الأوضاع الداخلية في العراق، محذراً من النتائج إذا ما عاد زمام الأمور في العراق إليهما إيران والولايات المتحدة فقط. وقال:"الشعب العراقي هو الذي يملك الكلام الفاصل في هذه الأمور، وإذا قال قوله فإننا سنقول قولنا، ولكن في قناعتنا أن أي تدخل في شؤون العراق لن تكون له آثار إيجابية". واعتبر إيران من دول الجوار العراقي التي تم الاتفاق معها أخيراً، وتعهد الجميع بعدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية، وأن يكون دور الجميع في العراق بمثابة الحامي لاستقلاله وسيادته. وأعلن في هذا السياق أن اجتماعاً سيعقد قريباً في جامعة الدول العربية، يضم دول الجوار العراقي. ونفى سعود الفيصل توقيع اتفاقات عسكرية أو سرية غير معلنة مع دول آسيوية خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين لها، وأكد ان الزيارة ليس لها مغزى سوى بناء المصالح المشتركة مع هذه الدول التي تمثل نصف العالم، مستبعداً أن يكون ذلك على حساب علاقة المملكة مع الدول الأخرى. واعتبر أن الخلاف السوري - اللبناني يضاعف من حدة المشكلات القائمة في المنطقة، مشيراً إلى أن المملكة تسهم بنية صافية للتوسط بين البلدين، وهي جاهزة للتدخل متى طلب منها ذلك. وأكد أن المملكة لم تتخل عن رئاسة القمة، لكنها أرادت أن تكرس المفهوم الذي قامت عليه دورية القمة، وقال:"القاعدة أن تعقد القمة في المقر، والاستثناء ان تعقد خارجه". لافتاً إلى أن عقد القمة يستلزم ترتيبات معينة، ومن مصلحة نجاحها أن تعقد في المقر وتهمل الدوريات. وأيد الاقتراح المنادي بنقل مقر القمة العربية إلى شرم الشيخ بدلاً من القاهرة، ووصفه بالاقتراح الجيد، وأضاف:"سيسهل ذلك من الأعباء". في إشارة لما يعانونه من ازدحام وارتباك في حركة السير وقت انعقاد القمة. القمم في شرم الشيخ وعلمت"الحياة"ان السعودية ومصر اتفقتا، وبموافقة غالبية الدول العربية، على عقد القمم العربية العادية وحتى التشاورية في مدينة شرم الشيخ باعتبار ان مصر دولة مقر الجامعة العربية، وان قرار السعودية بالتنازل عن استضافة القمة العربية المقبلة في الرياض جاء لتكريس هذا الاتفاق"تنفيذاً لقرار قمة بيروت العربية العام 2000 الذي قضى بعقد القمم العربية في مقر الجامعة العربية ما لم تطلب الدولة التي سترأس دورة مجلس القمة العربية استضافته". وافادت مصادر مطلعة ان السعودية ابدت استعدادها لتمويل اقامة مقر دائم لمؤتمرات القمة العربية ستتولى الجامعة العربية بالتنسيق مع مصر الاشراف على اقامته خلال عام، وسيكون هذا المبنى مقراً ايضاً لاجتماعات مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية. وأوضحت مصادر عربية مسؤولة ل"الحياة"ان الاتفاق السعودي - المصري على عقد القمم والاجتماعات العربية الرئيسية في مدينة شرم الشيخ يخدم العديد من الاعتبارات السياسية والامنية والمالية. فعلى الصعيد السياسي يبعد عقد القمة في دولة المقر الحساسيات السياسية والشخصية وامتناع بعض القادة عن حضور القمة. وعلى الصعيد الامني تعتبر مدينة شرم الشيخ، كما يقول مسؤول مصري،"مؤمنة امنياً"ولن تكون هناك مخاوف امنية تمنع بعض الزعماء العرب من الحضور كما حصل في قمة الخرطوم الاسبوع الماضي. وعلى الصعيد المالي، يتطلب عقد القمة ترتيبات بروتوكولية وتحضيرات لوجستية قد تشكل عبئاً مالياً على الدولة المضيفة يجعل الفقيرة منها تطلب مساعدات مالية لذلك. وتوقعت المصادر ان تكون الخطوة التالية الاتفاق على آلية عملية ومثمرة لأعمال القمة تبتعد فيها عن تكرار المظاهر الاعلامية والسياسية التي لا فائدة منها.