"بعد"سيريانا"صار انتظاري أطول لأي دور جديد مناسب، لذلك ممكن أن أعتزل التمثيل ان لم أجد عملاً جيداً يضيف إلي"، بهذه الكلمات يختتم الفنان الشاب عمرو واكد الحوار مؤكداً أن توقفه عن التمثيل وارد اذا لم يعثر على دور جيد في السينما. ظهر عمرو واكد بشكل لافت في الفيلم العالمي"سيريانا"أمام حائز جائزة أوسكار أحسن ممثل مساعد عن الفيلم نفسه، جورج كلوني ومن قبل لفت الأنظار في فيلمين ما زالا يعرضان"دم الغزال"و"كلام في الحب"اللذين قدم فيهما دورين مختلفين: الأول دور لص محترف، ولعب في الثاني دور مخرج يسعى الى الشهرة ويعيش قصة حب، كانت بداية عمرو في عام 1999 حين لعب دوراً في فيلم"جنة الشياطين"، ثم أكد موهبته في الفيلم القصير"لي لي". وبعدها انطلق مع النجوم الشباب ليبحث عن موقعه وسط هذا الجيل وبالفعل أصبح اداؤه مميزاً ويثير الاعجاب. عمرو واكد رصيده اليوم 8 أفلام بالإضافة الى"سيريانا"الذي قدم فيه شخصية الشيخ محمد عجيزة، الشاب المصري من قيادات الجماعات الارهابية في الشرق الأوسط."الحياة"التقته وكان الحوار الآتي. كثر من المشاهدين قالوا ان فيلم"سيريانا"غير مفهوم... لماذا؟ - هذه حقيقة، حتى الجمهور الأميركي وجده صعب الفهم! والسبب كما أعتقد ان الفيلم مكتوب بطريقة تجعله قريباً جداً من الواقع كأن المؤلف يريد أن يحاكيه فاقترب منه جداً وصور كذلك في شكل جديد يجعلك تذهب وتعود بين أربع قصص. لقد علمت أنه مكتوب عن عمد كذلك كي يشبه"حقيقة الوضع"في الشرق الأوسط. وهل الاقتراب من الواقع يجعل الفيلم غير مفهوم؟ - في حالتنا نحن نعم! فلو نظرت الى الوضع في الشرق الأوسط لن تستطيع أن تفهم ما يدور حولك ولماذا يحدث كل ما يحدث... في الحقيقة صعب أن تفهم أي تفاصيل حقيقية للأحداث وتطوراتها في الشرق الأوسط. هل يمكن أن توضح لنا بعض رسائل الفيلم للجمهور؟ - الرسائل واضحة في العموم بمعنى أن الفيلم يقول للشعب الأميركي ان العرب"شعب مثلهم تماماً"، ويوضح"ان العرب ضحية لأنظمتهم التي تحركها الولاياتالمتحدة الأميركية!"ولو"حدث منهم أي تصرفات فنحن السبب"، وأسلوب أميركا في"البلطجة"التي تعامل بها الدول هو الذي يولد العنف وبالتالي ثقافة غير حميمة تجاهنا. هل ترى ان الفيلم أنصف العرب؟ - الى حد كبير أنصف الانسان العربي وفي الوقت نفسه قال ان القيادة العربية ليس فيها أمل طالما أن أميركا تتحكم فيها ومن يأتي ويكون حسناً في هذه القيادة... يقتل! هل واجه الفيلم متاعب؟ - طبعاً... في أميركا اتهموا جورج كلوني بالخيانة! وكتب ذلك كمنشيت في احدى الصحف الأميركية، سألوه لماذا تقوم ببطولة فيلم كهذا، أأنت خائن؟ فأجابهم هل اعتبر خائناً لأنني أسأل أسئلة لا بد منها؟ وهذا موقف جيد يحسب لكلوني الذي يعتبر من الرافضين للحرب على العراق وضد بوش وتصرفاته. كيف رشِّحت للفيلم؟ - من طريق نشوى الرويني التي أخبرتني ان هناك مخرجاً أجنبياً مهماً يريد ممثلاً عربياً لفيلمه الجديد. فطلبت أن أقرأ السيناريو كي أعرف عما يدور واذا كان ضدنا أم لا. وقرأته وذهبت لاجراء تجربة وتقابلت مع المخرج سريعاً في مطار دبي ارتحت بعدها للتعامل معه ولفكره الذي يريد أن يقدمه هو الذي يرى ان الشعبين العربي والأميركي ضحية للأنظمة هنا وهناك. بعد شهر أخبروني ان الاختيار وقع عليّ. هل كان مقبولاً بالنسبة اليك أن تكون محل اختبار عدد من الممثلين؟ - هذا أمر طبيعي هناك ولكننا هنا نأخذها بحساسية زائدة. هنا طالما أنك تمثل شخصيات عدة تكون تلقائياً صالحاً لتقديم جميع الشخصيات! هذا غير ممكن طبعاً. وارد جداً ألا أصلح لتمثيل شخصية معينة الا اذا كانت الشخصية مكتوبة لي تحديداً. وكبار النجوم العالميين يعملون casting، مارلون براندو فعل ذلك في the god father ولكن سراً! ماذا كانت ملاحظاتك على الدور؟ - لم تكن هناك ملاحظات تذكر، مثلاً طلبت أن أتحدث باللهجة المصرية طالما الشخصية لمصري ومع الباكستانيين بالفصحى. ماذا اضافت اليك التجربة العالمية؟ - هي في الحقيقة اضافت لي قبل عرض الفيلم، مثلاً وقفت أمام ممثل مثل جورج كلوني الذي منح الأوسكار عن الدور نفسه. وعملت في هوليوود وعرفت كيف يصنعون أفلامهم بحرفية عالية، وكذلك هناك ثقة في الممثلين العرب، والفارق ليس كبيراً بيننا وبينهم. كيف؟ - الفارق الواضح هو في التنفيذ والانتاج الضخم. أنت هنا تكتب لموازنة محدودة. أنا مثلاً أديت مشهداً واحداً نصفه في دبي ونصفه الآخر في المغرب! نحن أصبح عندنا فقر في المنتجين الفنانين الذين حل بديلاً منهم المنتجون التجار! من الذين ليس لديهم أي رؤية فنية وهدفهم أكبر مكسب مادي، ويساعدهم في ذلك بعض المخرجين ليضحكوا على الجمهور! ولكنك تعمل وتشارك معهم في ما يقدم؟ - لا أنكر ولكن أحاول الى حد ما رفض هذه الأعمال وأحياناً يكون حظي سيئاً حيث يكون العمل مكتوباً بشكل جيد على الورق ولكن ينفذ في شكل سيئ. أنا على أي حال أتعلم من هذه التجارب. هل أنت نادم على تجارب معينة؟ - أنا لا أندم أبداً على ما أفعل، فعندما أوافق على عمل ما يكون ذلك عن اقتناع اذ تكون هناك وعود من المخرج والمنتج ولا تنفذ غالباً! هي خبرات في التعامل مع الوسط الفني حتى لو كانت خبرات سلبية. ألم تخش تقديم شخصية ارهابي في فيلم أجنبي؟ - في البداية أجل... ولكن ما الفارق طالما ان الفيلم ينصف العرب ويوضح أن الالتواء الديني سلاح سياسي وأنا ضد قتل العزل والرهائن أمام شاشات التلفزيون. هل اختلفت معاييرك الآن لقبول الأدوار التي تعرض عليك؟ - يمكن أن يطول انتظاري الآن لدور جيد بل ويمكن أن أتوقف عن التمثيل ان لم يأتني عمل جيد. هل سترفع أجرك؟ - هذا أمر طبيعي فإيرادات"سيريانا"التي تحققت حتى الآن تعادل ايرادات السينما المصرية كلها في خمس سنوات. ما جديدك؟ - هناك عرضان في هوليوود ومصر لم أستقر على أحدهما بعد.