على مدار ما يزيد على أربع ساعات نظم طلاب"الإخوان المسلمين"قبل أيام مهرجاناً فنياً على مسرح نقابة الأطباء في القاهرة أظهروا فيه مدى تمكنهم من استخدام الفن كواحد من أساليب الاحتجاج والرفض لبعض الظواهر المجتمعية. ومن الاعمال التي قدمت في المهرجان اسكتش حمل اسم"مرات الأسد"ناقش فيه الطلاب قضية البطالة الشديدة التي يعانيها خريجو كليات الطب، وجسد العمل في شكل فكاهي ساخر حجم المشكلة. أما مفاجأة الحفلة فكانت فيلماً سينمائياً بعنوان"العميل"استطاع جذب انتباه الحضور الذين أبدوا دهشتهم من مستوى الطلاب المشاركين في العمل ومدى إتقانهم أدوارهم. تدور قصة الفيلم حول مخطط يضعه جهاز الاستخبارات الاسرائيلية موساد لزرع عملاء له داخل الجامعة المصرية، ثم يرسل اثنين من أكفأ رجاله الى مصر لتجنيد أحد الطلاب داخل كلية الطب ليقوم بدور"العميل"، ولكن يتم اكتشاف هذا المخطط ليتحول الطالب العميل الى العمل لمصلحة الاستخبارات المصرية. عاصم عبداللطيف بطل الفيلم وهو أحد الطلاب الفرقة الثالثة في كلية الطب، وهو الذي قام بدور طارق أو العميل، أكد أن الهدف من الفيلم"التحذير من المخططات الخارجية التي تحاك لإفساد شباب مصر وتحويلهم للعمالة"باستغلال حال"الفقر والبطالة التي يعيشها معظم شباب مصر". وأضاف ان الإمكانات التي أتيحت لانجاز العمل كانت إمكانات شخصية، فالكاميرات التي صورنا بها كاميرات شخصية بسيطة والسيارات التي تم استخدامها في الفيلم خاصة بالطلاب، ومن قام بالتصوير والمونتاج والاخراج كلهم طلاب من كلية الطب، وهذا ليس أول فيلم ننجزه، إذ عُرض فيلمان في المهرجان الفني الثاني العام الماضي. وأوضح عبداللطيف أن طلبة"الاخوان"لهم"رؤية خاصة ومتطورة للفن"، إذ يرون أن له"رسالة هادفة وقوية وربما هو أكثر تأثيراً من الخطب والمحاضرات الطويلة"لأن هذه الرسالة تأتي بأسلوب سهل خفيف". وأضاف ان التصوير تم في أماكن عدة مختلفة منها مدينة الاسكندرية، وأكد أنه بمجرد عرض الفيلم حوّل الطلاب الى التحقيق من جانب إدارة الكلية.