ضاعف المسؤولون الاميركيون أمس زياراتهم للمناطق المنكوبة باعصار"كاترينا". وتعهد الرئيس جورج بوش بذل كل ما يلزم لاسترجاع"عظمة"المدن المتضررة. راجع ص 8 جاء ذلك أمام موجة الاعتراضات المتصاعدة على أداء الإدارة الأميركية في التعاطي مع تبعات الإعصار ورفض البيت الأبيض مساعدة الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، وفي ظل اتهامات للرئيس جورج بوش"بالعنصرية"ولوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بال"نخبوية"و"عدم الاكتراث". وتزايدت الانتقادات عقب صدور أول تصريح لمسؤول فيديرالي أمس يؤكد فيه حجم النكبة ويقدر الخسائر البشرية"بالآلاف". ووصف وزير الخدمات الصحية والإنسانية مايكل ليفيت في حديث لشبكة"سي أن أن"الوضع ب"المأسوي والمضني"، في حين حضّر وزير الأمن القومي مايكل شيرتوف الأميركيين"للأسوأ"وتوقع تفاقماً في موجة الاحتجاج مع صدور الأرقام الفعلية للمفقودين هذا الأسبوع. وتلقت الإدارة أشرس الانتقادات أخيراً، أبرزها اتهامات بالتقاعس والعنصرية في التعامل مع الكارثة والأقلية الأفريقية - الأميركية المتضررة منها. وانضم نجوم أميركيون إلى نواب من الأقلية الأفريقية في الكونغرس والقس جيسي جاكسون في احياء جدل التمييز العنصري واتهام بوش بخذلان"السود"في مدينة نيو أورليانز والذين يشكلون 67 في المئة من سكانها. كما انتقد مغني موسيقى الراب كانيي وست التغطية الإعلامية العنصرية للكارثة والتي تصف"السود"بال"سارقين"، فيما تعتبر البيض"محتاجين وفقراء". ولم تسلم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، المتوقع توجهها إلى المنطقة اليوم، من عاصفة الانتقادات التي تناولت ذهابها في عطلة رسمية بعد يومين من وقوع الكارثة"للتبضع"في متاجر نيويورك الفخمة وحضور عروض برودواي الموسيقية فيما كانت بلدتها موبايل ألاباما تغرق في السيول. ويتوقع أيضاً أن يتوجه وزير الدفاع دونالد رامسفيلد إلى الأماكن المتضررة بعد انتقادات له بالتأخر في إصدار الأوامر وإرسال قوات أميركية للمساعدة. كما شملت الاعتراضات رفض الإدارة مساعدة الرئيس الكوبي فيدل كاسترو بإرسال 1100 طبيب و26.4 طن من الأدوية. في المقابل، أعلنت المفوضية الأوروبية أن واشنطن طلبت رسمياً مساعدة طارئة من الاتحاد الأوروبي تتضمن بطانيات وتجهيزات طبية للطوارئ وماء و500 ألف وجبة غذائية لضحايا الإعصار. وستعمل المفوضية على تنسيق المساعدة المعروضة من الدول الأعضاء في الاتحاد، فيما ستكون الرئاسة البريطانية للاتحاد نقطة الاتصال مع الولاياتالمتحدة. كذلك أعلن حلف شمال الأطلسي انه تلقى طلب مساعدة من الولاياتالمتحدة يتناول وجبات غذائية. وأرسل ضابط من الحلف إلى واشنطن للتنسيق مع السلطات الأميركية، فيما يعمل الحلف على تنسيق الرد على الطلب مع الدول الأعضاء. وفي روما، أعلن البابا بنيديكت السادس عشر انه طلب من المنظمة الخيرية المركزية التابعة للفاتيكان كور أونوم تنسيق مساعدات لضحايا الإعصار. ويأتي ذلك بعدما عرضت 60 دولة مساعدات، بدءاً بالمملكة العربية السعودية وانتهاءً بأفغانستان. وتقدمت قطر أمس بعرض بلغت قيمته مئة مليون دولار، في حين نقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزير الطاقة الكويتي الشيخ احمد الفهد الصباح إعلانه أمس عن تقديم بلاده مشتقات نفطية ومساعدات إنسانية بقيمة 500 مليون دولار كمساعدة للضحايا. وحتى أفغانستان تبرعت بمئة ألف دولار للمساعدة في جهود الإغاثة. وأعربت جامعة الدول العربية في بيان صادر عن أمانتها العامة عن مواساتها لحكومة الولاياتالمتحدة وشعبها، مناشدة الدول والمؤسسات العربية مد يد العون إليها. وكلف الأمين العام للمنظمة عمرو موسى بعثة الجامعة في واشنطن بأن تنقل إلى الإدارة الأميركية مواساة الجامعة في"هذه الكارثة وأن تعرب لأسر الضحايا عن خالص العزاء". ووجه الرئيس السوري بشار الأسد برقية"مواساة وتعاطف"إلى نظيره الأميركي جورج بوش اثر"الكارثة"، فيما أعربت إيران عن استعدادها لمساعدة ضحايا الإعصار عبر الهلال الأحمر. ويأتي ذلك في وقت هنأ الإسلامي الأردني المتطرف أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم"القاعدة"في العراق، في بيان على الإنترنت أمس زعيم"القاعدة"أسامة بن لادن ونائبه ايمن الظواهري والملا محمد عمر زعيم"طالبان"على"بوادر انهيار"الولاياتالمتحدة نتيجة الإعصار"كاترينا".