كشف مسؤول أميركي أن واشنطن عدلت أخيراً عن سياستها القاضية بعدم التدخل في الشؤون السياسية العراقية عبر حض وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونائب الرئيس ديك تشيني كبار السياسيين الأكراد والشيعة على توحيد صفوفهم لتخطي أزمة تشكيل الحكومة الجديدة، فيما تشعر واشنطن بقلق ازاء الهجمات الأخيرة"للمتمردين". ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"عن مسؤول أميركي ومسؤولين عراقيين أن التغير الجديد في السياسة الأميركية جاء في أعقاب التفجيرات المزدوجة التي نفذها"متمردون"في تكريت وبغداد. وكانت واشنطن اعتمدت سياسة عدم التدخل الخارجي في تشكيل الحكومة العراقية، لكن مسؤولين أميركيين وعراقيين اعتبروا تصاعد أعمال العنف نتيجة مباشرة للتأخير في الحكومة الذي قضى على الزخم السياسي والأمني للانتخابات الماضية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأميركية أن رايس اتصلت الجمعة الماضي بالرئيس العراقي الجديد والزعيم الكردي جلال طالباني لحضه على تشكيل الحكومة"في أسرع وقت ممكن"ول"الحصول على تقويم للوضع الحالي". وشدد المسؤول على أن رايس لم تقل لطالباني كيف يشكل الحكومة، بل اقتصر حديثها على انهاء هذه العملية. وتابع المسؤول أن عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي والرجل الثاني في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"التقى رايس وتشيني في البيت الأبيض حيث أُبلغ بأن الادارة تريد تشكيل حكومة عراقية في أسرع وقت. وزاد:"استغرق الأمر وقتاً طويلاً وهذا الأمر يعكس أيضاً حقيقة أن العراقيين أنفسهم يدفعون باتجاه تشكيل الحكومة"، لافتاً الى أن رايس قالت لطالباني وعبدالمهدي إن وقتاً أكثر من كاف مضى وأن هناك حاجة لتشكيل حكومة الآن. واعتبر المسؤول:"نعلم أن الأمر ليس سهلاً وأنها المرة الأولى"التي يشكلون فيها حكومة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي في بغداد أن على القادة العراقيين"العمل على جبهات عدة"لمعالجة الوضع الأمني، لافتاً الى أن أحداً"من العراقيين الذين نلتقي بهم لا يعتقد بأن الوضع السياسي تحسن في الأشهر الأخيرة، بل يرى عدد منهم أن الوضع بات أكثر صعوبة".