بلغ حجم الخسائر المادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية والكوارث من صنع البشر العام الماضي 64 بليون جنيه إسترليني 123 بليون دولار، تكبدت بسببها شركات التأمين الدولية نحو 49 بليون دولار في صورة تعويضات على الممتلكات المؤمن عليها. وعلى عكس ما قد يتبادر إلى الأذهان، فإن السبب ليس الزلزال المدمر والمد البحري تسونامي الذي ضرب جنوب آسيا قبل نهاية 2004 بأيام، والذي أسفر عن دمار غير مسبوق تاريخياً، وانما ذهبت معظم تعويضات التأمين الى مناطق في الأميركتين واليابان. وعلى رغم ان الدمار في آسيا اكبر بكثير، إلا ان غالبية ما دمر لم يكن مؤمّناً عليه لعدم انتشار ثقافة التأمين في المنطقة، باستثناء الشركات الأجنبية العاملة هناك. وذكر تقرير لشركة إعادة التأمين الدولية"سويس ري"ان عدد الكوارث التي شهدها العالم في 2004 بلغ 330 كارثة، بينها 216 كارثة من صنع البشر كالحرائق والانفجارات. وعلى رغم فارق الأرقام في عدد الكوارث، إلا ان شركات التأمين الدولية تكبدت تعويضات بنحو46 بليون دولار عن الخسائر في الممتلكات المؤمن عليها والمتضررة من الكوارث الطبيعية، في مقابل ثلاثة بلايين دولار تعويضات عن الخسائر الناجمة عن الكوارث من صنع البشر. وتعرضت القارة الأميركية لنحو 13 إعصاراً وعاصفة، منها إعصار"ايفان"الذي ضرب منطقة الكاريبي وخلف أضراراً هائلة. ووصل حجم تعويضات التأمين نتيجة الكوارث الطبيعية في الأميركتين إلى 27 بليون دولار. وفي اليابان، أدت عشرة أعاصير وزلازل إلى أضرار ببلايين الدولارات. إلا ان توزع الخسائر البشرية الناجمة عن الكوارث الطبيعية يختلف عن نمط توزع تعويضات التأمين. فمن بين اكثر من 300 ألف ضحية نتيجة تلك الكوارث العام الماضي، كان نصيب كارثة"تسونامي"اكثر من 90 في المئة من الضحايا البشرية. وبلغ عدد الضحايا البشرية من بقية الكوارث الطبيعية في العالم 20 ألفاً فقط. ولفت تقرير"سويس ري"الى ان خسائر شركات التأمين تجاوزت ضعف المعدل السنوي منذ عام 1987، والمقدر بنحو 23 بليون دولار، وذلك بسبب زيادة عدد الأعاصير والعواصف، خصوصاً في المناطق التي تشهد كثافة تأمينية، والى تركز الممتلكات المؤمن عليها في مناطق ساحلية اكثر عرضة للكوارث. أما نمط الخسائر فيظل كالمعتاد، إذ انه باستثناء تعويضات الاعتداء على"مركز التجارة العالمي"في نيويورك عام 2001، تفوق الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية تلك الناجمة عن الكوارث من صنع البشر منذ عام 1989.