واصلت سورية امس اتصالاتها الديبلوماسية بالدول الاعضاء في مجلس الامن على امل منع اقرار مشروع القرار الذي يدعو الى "انسحاب دون تأخير" من لبنان بالمراهنة على عدم حصوله على الغالبية بعد امتناع بكينوموسكو عن التصويت على قرار يشكل "سابقة في العلاقات الدولية". واشارت مصادر سورية رفيعة ل"الحياة" الى وجود "عتب سوري" على الجزائر لأن دمشق كانت "تتوقع ان تكون الجزائر القوة الدافعة لمناهضة مشروع القرار" لا ان تمتنع فقط عن التصويت. كما ان مصادر رسمية اعلنت عن قدوم وفود اهلية لبنانية الى دمشق لدعم موقف سورية. وكانت "الحجة" السورية لاقناع روسيا الاتحادية والصين باستخدام حق النقض او الامتناع عن التصويت، ان اصدار قرار كهذا يعتبر "تدخلاً في الشؤون الداخلية للبنان" ويشكل "سابقة في العلاقات الدولية" في اشارة الى ملفي الشيشان الروسي وتايوان الصيني. ووفق هذا الحل، فإن امتناع بكين او موسكو عن التصويت يسمح بعدم حصول القرار على غالبية. واذا كانت مشاورات امس اظهرت اقتناع دمشق بتراجع خيار "الاكتفاء باصدار بيان" عن رئاسة مجلس الامن، فإن "الحل الوسط" الذي كانت تطرحه الديبلوماسية السورية بديلاً هو بقاء المشروع قيد الدرس" باعتبار ان البرلمان اللبناني سيجتمع للبحث في اقتراح التمديد للرئيس لحود، مع اقتناع دمشق بأن بقاء مشروع القرار "قيد الدرس" يعني استمرار وجود "عنصر ضغط اميركي على سورية مستقبلاً". وأعربت المصادر نفسها ظهر امس عن "الارتياح" لموقفي بكينوموسكو على خلفية اتصالي الشرع مع نظيريه الصيني ولي تشاو تشينغ والروسي سيرغي لافروف اللذين جرى البحث خلالهما في مشروع القرار الاميركي - الفرنسي "المتعارض مع ميثاق الاممالمتحدة الذي ينص على عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول" قبل ان يعبر تشينغ ولافروف عن "تأييد الموقف السوري - اللبناني". وتابعت المصادر ان "المنطق السوري يقوم على ان القرار هو تدخل في الشؤون الداخلية لدولة معترف بها من الأممالمتحدة ولها مندوب فيها وذات سيادة"، قبل ان تشير الى ان موقف بكين كان "جيداً جداً" وموقف موسكو "جيداً". وميزت بين موقف مدريد الخاص "المعارض" لمشروع القرار وموقفها "العام باعتبارها تترأس مجلس الامن" ما يفسر اسباب موافقة اسبانيا على مشروع القرار الاميركي - الفرنسي لتنضم الى قائمة مؤيدي القرار. وعلمت "الحياة" ان أي اتصالات ديبلوماسية لم تجر بين وزارة الخارجية السورية والسفارة الفرنسية مقابل "اتصال واحد" حصل مع السفارة الاميركية قبل يومين ل"شرح الموقف السوري"، مع تركيز ديبلوماسية دمشق على "الاطراف الاخرى لخلق جبهة معارضة للقرار". غير ان مصادر ديبلوماسية اجنبية في دمشق رجحت ان يمر القرار على "اساس ان واشنطن ما كانت ستطرح مشروع القرار قبل ضمان غالبية" قبل ان تستبعد استخدام بكين حق النقض "لأنها لم تفعل ذلك سابقاً ومصالحها محدودة في الشرق الاوسط". كما رجحت لجوء روسيا الى خيار "الامتناع عن التصويت" على خلفية اللقاء الثلاثي الاخير بين المستشار الالماني غيرهارد شرودر والرئيسين جاك شيراك وفلاديمير بوتين.