قال وزير الاعلام السوري أحمد الحسن ل"الحياة" ان بلاده "فوجئت" بمستوى التحرك الفرنسي ضدها في مجلس الامن، فيما شددت مصادر سورية مطلعة على ضرورة "عدم فصل" المساعي الديبلوماسية الفرنسية لإصدار قرار دولي "عن تحرك بعض الدوائر السياسية الحكومية اللبنانية". وقالت مصادر رفيعة المستوى ل"الحياة" ان السبب الرئيس ل"الضغط" على دمشق هو تحويلها الى "شرطي الشرق الاوسط" في ملفات لبنانوالعراق والصراع العربي - الاسرائيلي. وتعول دمشق كثيراً على الموقفين الصيني والروسي لمنع صدور قرار في مجلس الامن، خصوصاً على خلفية اقتناع موسكو بأن "قراراً كهذا يؤدي الى حرف الأولويات في الشرق الاوسط التي يجب ان تركز على الاستقرار وعملية السلام". وكان هناك اعتقاد سوري امس بترجيح احتمال اصدار "بيان وليس قرار" ضد سورية. وأوضح الحسن في حديث الى "الحياة" ان مهمة مجلس الامن الدولي هي "الحفاظ على الامن والاستقرار الدوليين. وعندما يتحرك فإنه يفعل ذلك باتجاه امر يهدد السلم والامن الدوليين بحيث يضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته. لكن ما يحدث في لبنان لا يهدد الامن والاستقرار الدوليين، بل على العكس اذ ليست هناك مرحلة سابقة مر فيها لبنان في هذا المستوى من الاستقرار والامن" قبل ان يستنتج ان التحرك الدولي "مناقض لمهمة مجلس الامن". وتراوح التفسير السوري لخلفية التحرك الفرنسي. وفيما قالت مصادر سورية ان دمشق "تبلغت ان باريس لا علاقة لها بالتحرك الدولي"، قالت مصادر رفيعة المستوى ل"الحياة" ان الاتصالات باتت "شبه منفصلة" منذ زيارة مستشار الرئيس الفرنسي الى سورية قبل اشهر. لكن مصادر اخرى ربطت مساعي باريس ب"بعض اللاعبين الرسميين في لبنان" الذي يرتبطون بعلاقة خاصة مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، اضافة الى "عامل سياسي يتعلق بإرضاء باريس لاميركا للحصول على حصة من الكعكة العراقية في مشاريع اعادة الاعمار". بالتالي فإن دمشق، بحسب هذه المصادر، تعول على موقف واشنطن التي "تدرك اهمية الدور السوري كعامل استقرار في الشرق الاوسط وفي العراق" مما يدفع الى استنتاج بعض المسؤولين السوريين الى ان اميركا "لن تدفع الامور باتجاه الصدام" مع دمشق. وقالت المصادر السورية: "ان الاميركيين اكثر حكمة وعقلانية في تقدير الدور السوري في الشرق الاوسط". لكن هل كان هناك "فخ اميركي" تمثل بالايحاء بعدم معارضة التمديد لتوفير غطاء دولي للتحرك الاميركي ضد دمشق كما حصل في بداية التسعينات عندما اوحت السفيرة الاميركية في بغداد ابريل غلاسبي للعراق بالدخول عسكرياً الى الكويت؟ قالت المصادر السورية الرفيعة المستوى ان الاميركيين "رافضون بالاساس للتمديد للرئيس لحود". كما اوضح الحسن ان "المسألة تختلف كلياً في الشكل والمضمون. كان هناك غزو واحتلال من العراق للكويت بينما الوجود السوري شرعي بين المؤسسات اللبنانية والسورية. كما ان لبنان غير الكويت" في اشارة الى اهمية الكويت النفطية على الساحة الدولية. وتابعت ان "خيار" التمديد للرئيس لحود "يبقى قائماً لانه اتخذ على اساس عناصر جوهرية تتعلق بالوضع في الشرق الاوسط" قبل ان تشير الى ان المساعي الدولية "تستهدف الضغط على سورية لتحويلها الى شرطي في الشرق الاوسط لنزع سلاح حزب الله وضبط الوضع في العراق ولعب دور معين في الموضوع الفلسطيني". وأشارت الى ان "هذه المعطيات تجعل من بقاء لحود ضمانة وطنية بحيث تصبح سورية اكثر اطمئناناً بوجوده في رأس الحكم". وعن الموضوع الرئاسي اللبناني، قال وزير الاعلام السوري ان "الضجة المثارة مبالغ فيها اكثر من اللزوم لأن ما يجري هو في اطار الدستور. تعديل دستوري في اطار الدستور. كل ما جرى هو السماح لرئيس الجمهورية بترشيح نفسه والدخول في حلبة المنافسة مع المرشحين الآخرين على ان يبقى حسم الأمر للبرلمان اللبناني". وبعدما اشار الحسن الى انها "ليست المرة الاولى التي يعدل فيها دستور لبنان"، تساءل: "ما هي خلفية هذه الضجة المثارة؟ وهل هناك امر خطر يستدعي هذا الاستنفار؟" قبل ان يوضح: "طرح اعضاء الكونغرس الاميركي مسألة التوطين وهي اخطر من تعديل الدستور، لم تقابل بهذه الاصوات التي تدافع عن الدستور والسيادة اللبنانية".