انضم اليه في الاضراب عن الطعام قاضي قضاة فلسطين والارشمندريت الدكتور عطاالله و11 آخرون . عزمي بشارة : الجدار قضية حياة أو موت بالنسبة الى المجتمع الفلسطيني وكيانه السياسي

بين حاجزين عسكريين لسلطات الاحتلال الاسرائيلي في قلب ضاحية البريد شمال القدس وقبالة الجدار الذي يتم بناؤه على طريق القدس رام الله ليحشر عشرات آلاف الفلسطينيين في غيتو جديد، يواصل المفكر الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة اضرابه المفتوح عن الطعام في خيمة الاعتصام التي اقامها في باحة جمعية الرازي بعد ان انضم اليه العديد من الشخصيات الوطنية ورجال الدين من مدينة القدس ليدخل يومه الخامس على التوالي.
ومنذ اعلان بشارة خطوته الاحتجاجية اللافتة تحولت الخيمة الى محج لوفود التضامن من جانبي الخط الاخضر التي اكدت استعدادها لتحويل هذا الاحتجاج الى نشاط احتجاجي شعبي واسع فيما يحرص بشارة على التشديد على انه يتحرك ضد جدار الفصل العنصري كفلسطيني وليس كنائب في البرلمان الاسرائيلي الكنيست يريد ان يلقي بوزنه العربي والدولي للفت انتباه العالم الى جريمة الجدار بدلاً من تركيزه على خطة الفصل الاحادي التي وضعها رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون.
وتحولت الخيمة ايضاً الى مركز لتنسيق الفعاليات الاحتجاجية على الجدار كما تشهد في ساعات المساء نشاطات ثقافية هادفة.
وجاء لافتاً انضمام قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي والارشمندريت الدكتور عطاالله حنا الى المضربين عن الطعام الذين وصل عددهم حتى مساء امس الى 14 شخصاً منهم النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني حاتم عبدالقادر.
وقال بشارة ل"الحياة" ان مسألة جدار الفصل العنصري "تندرج في سياق جرائم الاحتلال اليومية التي تحظى بخبر هناك وادانة هناك انما هي قضية جوهرية تتعلق بالجغرافية والتاريخ وضرب المجتمع الفلسطيني وتقطيع اوصاله". واضاف ان المعركة ضد الجدار مفتوحة ويمكن تحقيق الانتصار فيها اذا حصل تصعيد عربي ودولي حقيقي وكف العالم عن التلهي بالحديث عن خطة رئيس الحكومة الاسرائيلية لفك الارتباط عن غزة فيما خطته الاخطر فرض حقائق على الارض في الضفة الغربية والقدس المحتلة. وتابع انه باق في خيمة الاعتصام وسيواصل اضرابه المفتوح عن الطعام حتى يتحقق الهدف منه وهو لفت نظر الرأي العام العالمي الى مخاطر الجدار وحقيقة ان اسرائيل تقيم في الاراضي الفلسطينية نظام "ابرتهايد" ونظاماً كولونيالياً: "المعركة ضد الجدار ليست خاسرة حتى ان واصلت اسرائيل اقامته، وليس صحيحاً القول انه اذا بني فلن يهدم، ستخرج من هنا تظاهرات عديدة في شتى انحاء الوطن وسنواصل معركتنا لأننا نرى في الجدار قضية حياة او موت بالنسبة الى مستقبل الكيان السياسي الفلسطيني والمجتمع الفلسطيني بأسره".
وتمنى قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي على العالمين العربي والاسلامي ان يستفيقا من سباتهما ويقفا الى جانب الحق الثابت للشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال. وقال ل"الحياة" ان الاضراب عن الطعام هو رسالة للعرب وللمسلمين والعالم بأسره بأن الشعب الفلسطيني قادر على مقاومة الاحتلال حتى بأمعائه الخاوية. وأضاف ان خيم اعتصام ستنصب في كل مكان "وسنقيم صلاة الجمعة في هذا الموقع وسنحشد لها المصلين من انحاء محافظة القدس كافة. سنقاوم الجدار حتى ينهار وسبق وانهار جدار برلين".
وقال عضو المجس التشريعي الفلسطيني عن القدس حاتم عبدالقادر ان ليس هناك سقف لهذا الاضراب "وقررنا خوضه لنحذّر العرب والعالم المنشغلين بالوهم السياسي الذي طرحه شارون في غزة وقنبلة الدخان التي فجرها هناك ويستتر وراءها لتمرير مخططه الاجرامي في الضفة الغربية والقدس". وأضاف ان الاعتصام والاضراب هما رسالة للشعب الفلسطيني ايضاً تقول ان المعركة ضد الجدار ليست خاسرة "اذا احسنّا ادارتها فلسطينياً وعربياً ودولياً. الجدار ليس قدراً على الشعب الفلسطيني القادر على التصدي له بوحدته". وختم محذراً سلطات الاحتلال من الوهم بأن بناء الجدار سيحل النزاع "بل سنفتح معركة جديدة ويدخل الاحتلال في دوامات من العنف اضعاف ما كان عليه حتى الآن وسنؤكد ان شعبنا لا يهزم ولن ينكسر".
على صلة افادت صحيفة "هآرتس" ان اسرائيل تبذل مساعي كبيرة لإقناع الدول الاوروبية بعدم دعم اي مشروع قرار في الجمعية العامة للامم المتحدة يدين اسرائيل في اعقاب صدور "الرأي الاستشاري" عن محكمة العدل الدولية في لاهاي حول قانونية الجدار بعد غد الجمعة. وأضافت ان اسرائيل تريد من خلال "تجنيد" اوروبا الى جانبها "دفن الرأي الاستشاري للحيلولة دون تحويله الى اداة لمناكفتها". وتابعت ان اسرائيل تطالب دول الاتحاد الاوروبي ودولاً اوروبية اخرى بإبداء "موقف مسؤول" اذا ارادت ان تلعب دوراً في العملية السياسية في الشرق الاوسط. وكتب ان وزير الخارجية سلفان شالوم رفض اقتراحاً باطلاع المحكمة الدولية على مضمون قرار المحكمة الاسرائيلية العليا تعديل مسار الجدار في معظم اجزائه شمال القدس وغربها.
بري يدعو برلمانات العالم الى التدخل
وفي لبنان، دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري بصفته رئيس الاتحاد البرلماني العربي، البرلمانات العربية والاسلامية والدولية الى التحرك لممارسة الضغط على اسرائيل لإزالة الجدار، معتبراً أن "الاعتصام والاضراب عن الطعام الذي بدأه النائب بشارة وشخصيات فلسطينية يشكل تعبيراً قوياً عن رفض الجدار".
إلى ذلك، نفذت منظمة التحرير الفلسطينية اعتصاماً امس في مدينة صور جنوب لبنان تضامناً مع بشارة واحتجاجاً على مواصلة اسرائيل بناء الجدار.