مازن مشهور بين زملائه في الجامعة بحبّ الغناء. تابع "سوبر ستار"، لكنه لم يجرؤ على المشاركة آنذاك، خوفاً من الرسوب في امتحانات السنة الثانية. لكنّ رفاقه أجبروه هذه المرّة على الانتساب لأنه "ما من داعٍ للخجل. ف"سوبر ستار" لا يتعرض إلى خصوصية الأشخاص، إذ انه ليس من سلسلة برامج الواقع. كما أن صوت مازن يجعل فرصته في الربح مضمونة". تقدم مازن إلى البرنامج على رغم رفض أهله، وما هي إلا بضع ملاحظاتحتى رفضت لجنة التحكيم انتقاله إلى المرحلة الثانية، والسبب: الخوف والارتباك أمام الكاميرا. يتحاشى مازن اليوم الحديث عن تجربته حتى أمام الرفاق، ويندم على مشاركته. "بدل أن تستمع إليّ لجنة التحكيم بآذان صاغية، راحوا يتغامزون ويضحكون. وعندما انتهيت من الغناء، نصحني أحدهم أن اجرب حظي في الرقص". ويضيف: "ليس من السهل على الفنان أن يرفض على مرأى من ألوف البشر. يجب أن يراعي القائمون على البرنامج هذه النقطة". في 29 شباط فبراير الماضي انطلق برنامج "سوبر ستار 2"، ومعه دوامة التعليقات. هنا بعض آراء المشاهدين وأحكامهم. لا يرى ضياء في البرنامج أي مادة جديدة أو مميزة. ويتابعه من باب الترفيه "لا أكثر ولا أقل". تعجبه المواقف الكوميدية المسلية، علماً أن "الأصوات المتقدمة حتى اليوم لم تصل إلى جودة تلك التي تقدمت العام الماضي". يبدو راضياً عن استثناء تونيا مرعب من لجنة التحكيم لأنها كانت تنتقد المشتركين في شكل لاذع. وعلى رغم إقراره بأن اللجنة "لم تظلم أحداً"، إلا انه يشير إلى وجود بعض "الوساطات مثل ما حدث مع بسمة جبر التي منحت فرصة ثانية بعد رفضها بوقت قصير". وفي حين تنحصر آراء الكثيرين بين قبول البرنامج ورفضه، يسترسل باسم في التحليلات، فيعتبر أن "سوبر ستار" ليس إلا "صورة مصغرة عن حال مجتمعاتنا العربية". ويضيف: "البرنامج جميل لكن مأساة الدول العربية تمر بين فقرة وأخرى. المشتركون الذين لا يملكون مؤهلات الانتقال إلى المرحلة التالية يتم عرضهم بصورة تهكمية، وهكذا هي الحال في مجتمعاتنا التي لا ترى في الفشل إلا مادة للضحك". غير أن نظرة باسم التشاؤمية تجاه المجتمعات العربية لم تطمس إيجابيات البرنامج، إذ يعتبر انه "يمنح المشاهد فرصة المشاركة في انتقاء الأصوات الجميلة. من دون أن تكتفي بما يعرض عليك من خلال الأغنيات التي تتصدر الشاشات". ويرى أن "بعض المشتركين الذين اخرجوا من البرنامج يملكون أصواتاً أفضل من كثيرين ممن يسمون أنفسهم مطربين". تؤكد آية ما سبق وتشيد بإلياس الرحباني الذي "يضفي جواً جميلاً على البرنامج، أما عبدالله القعود فيوافق على الجميع". أكثر ما يجذبها "أن المشتركين ما زالوا يتمتعون بالبراءة. ولم تفسدهم النجومية". أما ربيع فيسجل على البرنامج غياب الأصوات القوية "مثل صوت وديع الصافي أو أم كلثوم وصباح، علماً انه في الجزء الأول من البرنامج كان هناك الكثير منها". وينتقد ربيع المبالغات في المونتاج، "يخصصون 3 دقائق لعرض ريبورتاج عن شخص واحد من من دون أن يفهم الجمهور لماذا تم انتقاء هذا المشترك وليس غيره". أما لجنة التحكيم فيتهمها ربيع باعتماد الحشو في رد الفعل، "الناس يحبون مشاهدة الاعتراضات مثل "خرب لي بيتي الياس الرحباني". أو استغلال الرجل الذي أمضى وقتاً طويلاً في "دوزنة" العود. فتقوم لجنة التحكيم بتضخيم هذا الأمر وافتعال الضحك بهدف الإثارة". ولم يسلم مقدما البرنامج ايمن ورانيا من انتقاد ربيع. إذ تكون حجته ضدهما انهما يبالغان في احتضان المشتركين. "أيمن لم يحضن أي فتاة مصرية. في حين لم يتوان عن احتضان بقية المشتركات". ويذهب في انتقاده إلى حد التساؤل: "هل يعود السبب في ذلك إلى أن الفتاة المصرية لا تحضن كغيرها". عند الثامنة والنصف من مساء اليوم بتوقيت بيروت، يتحلق متتبعو برنامج "سوبر ستار" أمام شاشة تلفزيون "المستقبل"، بانتظار ما تحمله الحلقة من جديد. فإذا كانت المواقف الكوميدية المضحكة وتعليقات المرفوضين من البرنامج ما زالت تشكل عامل جذب لهؤلاء المشاهدين، ألا يطرح ذلك السؤال حول مدى تقبل الجمهور للبرنامج بعد أن تأثر بعوامل الرتابة التي يتوقع أن تتضاعف في الحلقات التالية، استكمالاً لما بدأ يلوح في السابق. وهل يمكن الاعتماد على الأصوات وحدها لجذب الجمهور؟ أسئلة عدة تنتظر إجاباتها في الحلقات المقبلة. طالبة في مدرسة "الحياة"