عكست قرارات المؤتمر الإقليمي ال27 للشرق الأدنى لمنظمة الأممالمتحدة للزراعة والأغذية فاو، الذي اختتم أعماله في قطر أمس الأربعاء،"صورة سوداوية"لحاضر ومستقبل دول المنطقة في شأن المياه والغذاء، على حد قول المحلّلين. وأقر الوزراء المشاركون ان"انتاجية الأفراد ونمو الأمم يتأثران سلباً بانتشارالجوع". كما أعربوا عن"القلق"في شأن"البطء الكبير في خفض عدد الجياع"، حيث ان متوسط الانخفاض السنوي المسجّل منذ"مؤتمر القمة العالمي للأغذية"لم يتعد 2.5 مليون فقط، وهو"مستوى أقل بكثير من المستوى المطلوب لتحقيق هدف مؤتمر القمة". وشدّد المؤتمر على ضرورة"تسريع وتيرة التقدم، لتبلغ 24 مليون شخص سنوياً، أي ما يقارب عشرة أضعاف المعدل الحالي". وشكّلت"الفجوة الغذائية"مصدر قلق آخر للوزراء، الذين قالوا انها"ستزداد بنسبة 54 في المئة تقريباً في سنة2010 وفقاً للتوقعات". وأقروا ان إقليم الشرق الأدنى، الذي يضم دولاً عربية،"يواجه مشاكل خاصة في تحقيق الأمن الغذائي". وعزوا ذلك إلى ندرة الموارد أراضي زراعية ومياه وثغرة ناجمة عن"فارق"بين الانتاج والاستهلاك. ودعا المؤتمر إلى تشجيع"مبادرات التعاون الاقليمي"ودعم الشبكة الإقليمية للسياسات الزراعية. وطلب من"فاو"ومنظمات أخرى"مساعدة البلدان الأعضاء على تعزيز القدرات البشرية، وتطبيق الاصلاحات السياسية والاصلاحات المؤسسية الملائمة المرتبطة بالتغييرات الجارية في البيئة الاقتصادية الدولية والإقليمية". كما رأى ان"التحالفات الوطنية يمكن أن تكون عوامل محفزة مهمة في تعبئة الإرادة السياسية والموارد على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية". وحظيت قضية المياه باهتمام كبير. وشدد الوزراء على أن"استرداد الكلفة بالنسبة لخدمات المياه يعتبر أمراً أساسياً في زيادة الانتاجية من المياه"، مع ضرورة"أخذ حاجات صغار المزارعين في الاعتبار". واعترف المؤتمر أن"قدرة معظم البلدان في مجال سلامة الأغذية والتجارة الدولية ما زالت في حاجة الى تحسين، لضمان تماشيها مع معايير السلامة الغذائية لأسواق التصدير". ودعا إلى تحديث نظم الرقابة على الأغذية. كما وافق الوزراء على وثيقة انشاء الهيئة الاقليمية لصحة الحيوان في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.