قلبي سلام لبيروت. أحييكم، ولكم أخشى ان يتحوّل الخطأ الى شائع، والشائع الى مألوف. والمألوف الى عُرف، والعرف الى قانون، في وطن الخير والمعروف. ويا للحسرة! فعلى الخرائط تفتش عبثاً عن أرض السعادة، حيث حدائق الحرية دائمة الخضرة، والشباب يزهر في ربيع دائم. أكتب وعقلي يتجاوب مع ذبذبات كونية تجعلني أشعر برطوبة انزلاق شموخ هذا الوطن بين أيد لم يقدر لها حمل هذا الجميل. ورغماً عنا صرنا نتعلم الكذب او بعضه لكي نعيش. نتقبل الآراء كما هي، ومن اي مصدر، حين نجدها صباحاً معلبة حتى في حقائب أولادنا المدرسية. لكن حين تتحول الثقافة الى سلوك والوعي الى حضارة، والحضارة الى مفعول، حينها لا بد للقيد من ان ينكسر، ولا بد للفجر من ان ينجلي. كثيراً ما عجزت المطارق عن تفتيت صخرة كبيرة، لكن نقطة ماء وخلفها نقطة اخرى، تتحدى مع الوقت فجوة الاحلام، وصحوة للفكر. وسنغني قوموا من تحت الردم، لبيروت منديل العيون لبيروت، في لبنان يا قطعة سما، وبحبك يا لبنان، يلله راجع يتعمر أجمل ما كان. ولم يعرفوني في الظلال التي تمتص لوني في جواز السفر وسقطت ذراعك فالتقطها. واضرب عدوّك بي. مقالة أم معادلة ام مفاضلة، أم هي حالة عشق لوطن؟ ومن منا يستطيع نسخ الحقيقة، وإن حصل لانكسر قلمه. كل إناء ينضح بما فيه. وفكري انساب عبر قلم واع لما يحدث. ما ذكرني بجبران حين قال: "أنا غريب في هذا العالم. أفكر في وطن سحري لا أعرفه. ومثله أصبحنا ابناء لوطن ليس فقط، لا نعرفه بل نخاف ان نخسره، لكن مستحيل، ما دام هناك مفكرون حقيقيون وحدهم يرصدون احلام الوطن ويسافرون معه ويعودون فيه، من اجل الفكر والثقافة، بقلوب مرهفة كالفراشات ولا يتحولون ابداً عن المبادئ، ومن ان يعرفوا لماذا يقولون دائماً: حرية في وطن مواطنه حر، وشعبه سعيد. أولئك حاملو الرايات، حالمون كمثل مجند مدفعية بطموحات شاسعة، متغيرة، ومجهولة، ولم يعرف العقل البشري اسماً لها بعد ومن بعض اسمائها الحرية". ورد هاني [email protected]