أعلنت الحملة السويسرية لترشيح الف امرأة حول العالم للحصول على جائزة نوبل للسلام لعام 2005، تقديراً لدور النساء في المجالات المختلفة التي يعملن فيها، على انتهائها من اختيار الاسماء والشخصيات التي ستتقدم بها في القائمة النهائية، وذلك بعد فرز 1800 طلب ترشيح من أنحاء العالم كافة. وقالت السيدة روت - غابي فيرموت - مانغولد النائبة في سويسرا والاتحاد الأوروبي في المؤتمر الصحافي الذي عقدته اللجنة المنظمة في مدينة زيوريخ يوم الاثنين الماضي ان دور النساء مشهود في العديد من المجالات، فهن اللائي يبنين القرى المهدمة بعد الحروب والكوارث، ولا ينصعن لأمراء الحروب في مناطق الصراعات، ويتحملن مشقة البحث عن الحوار السلمي مثلما يحدث في سيريبرينشكا، ويواجهن تجارة الرقيق الابيض وسوء استغلال الاطفال في اوروبا الشرقية، ويتغلبن على الصعاب في الحرب على المافيا الايطالية، ويقاومن في شرق افريقيا تقاليد الختان، ولذلك، تضيف ان كل تلك الاعمال يجب ان تكون حاضرة امام الرأي العام الدولي. وعلى رغم ان اللجنة حصرت اسماء السيدات المرشحات للمشاركة في جائزة نوبل للسلام الجماعية، الا انها رفضت الافصاح عن هويتهن، لكنها اشارت الى الملامح العريضة لبعض منهن. الفكرة انطلقت قبل عام بمبادرة من ثلاث برلمانيات سويسريات هن مونيكا شتوكر وروزماري تسابفل وروت - غابي فيرموت، رأين ان ما تقوم به النساء حول العالم يستحق التقدير، وفكرن في اختيار الف سيدة من جميع انحاء العالم لمنحهن متضامنات جائزة نوبل للسلام لعام 2005. واعتمدت اللجنة عناصر محددة لاختيار المترشحات، من أهمها ان يكون العمل تحدياً للظلم وغياب العدالة الاجتماعية، وان يكون طويل الامد ويمتد تأثيره الى اجيال اخرى ان أمكن، وألا يكون مرتبطاً بالعنف، حتى وان كانت المواجهة مع المشكلة او الواقع تنبع من جذور صعبة، وان يصلح كنموذج تحتذى به الأخريات، وان يتمتع بالشفافية ونابع من روح التسامح والسلام. وقد لاقت الفكرة قبولاً كبيراً وانتشر نحو 20 مكتباً حول العالم لجمع ورصد معلومات حول النسوة اللائي يمكنهن المشاركة في تلك الجائزة التضامنية، حتى تجمع لدى الفرع الرئيس في سويسرا 1800 طلب ترشيح من طريق الفاكس والبريد الالكتروني والعادي من جميع دول العالم باستثناء شمال افريقيا. وحرصاً على السرية، اكتفت السيدة ريبيكا فيرموت مديرة المشروع باعطاء بعض النسب حول السيدات المترشحات، ف12 في المئة منهم من العاملات في المجال البرلماني او يشغلن مناصب مهمة، والى جانب تلك الشريحة من النساء، حفلت القائمة باسماء واجهت ظروفاً انسانية صعبة، فواحدة من المرشحات على سبيل المثال فقدت 36 شخصاً من افراد اسرتها في مذبحة سيريبرينشكا ابان حرب البوسنة والهرسك، الا انها اصرت على العودة الى قريتها والبحث عمن بقي على قيد الحياة منهم، بل وتعاونت مع الصرب لتعرف مصير المفقودين والعثور على رفات من قضى نحبه، وسيدة اخرى من السودان بذلت جهوداً مضنية للقيام بحملة توعية ضد ختان الاناث. وجاءت بعض الترشيحات من الشرق الاوسط، لا سيما من فلسطين الا ان المرأة المغاربية ومن منطقة الكاريبي غابت عن القائمة، من دون اسباب معروفة. وتقول السيدة ريبيكا فيرموت ان بعض النسوة رفضن كتابة اسمائهن في القائمة خشية التعرض لاعمال انتقامية بسبب أنشطتهن، لا سيما العاملات في المجال السياسي او الاجتماعي في الدول النامية. وبحسب اللجنة المنظمة، فإن الهدف ليس السعي وراء الجائزة فقط، بل هو تكريم للمرأة في حد ذاته، فعلى رغم كل معاناة النساء في شتى بقاع الأرض ولأسباب تختلف من منطقة الى أخرى، استأثر الرجال بنصيب الأسد في الفوز بجائزة نوبل للسلام، فعدد من حصلن عليها لا يتناسب مع ما تقوم به المرأة من خدمات وتضحيات يجب ألا تمر من دون الاشادة بها بما يتناسب مع حجمها، كما ستعمل هذه الخطوة على تشجيع النساء على اتخاذ خطوات مشابهة لمواجهة الظلم او ضياع الحقوق، فهذه الامثلة تؤكد ان مواجهة الصعوبات امر ممكن ولكن بالصبر والعزيمة. ولا تتوقع الجمعية المنظمة ان يؤثر فوز فانجاري ماتاي بجائزة نوبل لهذا العام في خطتها عرض القائمة على لجنة المرشحين للحصول على جائزة العام المقبل، فهي تسعى اذا توافرت الامكانات المادية المناسبة الى خطوات أبعد، مثل اصدار كتاب يحمل قصص ال1000 امرأة، ومعرض مصور يسجل معاناة النساء حول العالم في مجالات مختلفة، لا سيما في اوقات الحروب وما بعدها، وأهم ما في الامر بحسب قول فيرموت - مانغولد هو "تجسيد معاناة المرأة وكفاحها في صورة مختلفة مرتبطة بالواقع، فهذا هو جوهر عملنا". وقالت السيدة نومفويو سكوتا المسؤولة عن جنوب افريقيا، ان من اهم أهداف هذا العمل هو تجميع معاناة نساء العالم وعرضها على الرأي العام الدولي في شكل متكامل.