احتُفل في محافظة ظفار جنوب عُمان، أمس، بافتتاح مشروع مد خط الغاز الى صلالة الذي تبلغ كلفته الإجمالية 68 مليون ريال عُماني. ووقعت "شركة الغاز العُمانية" اتفاقاً مع "شركة خدمات الطاقة" الكندية، تتولى الأخيرة بموجبه ولفترة خمس سنوات، القيام بتشغيل وصيانة مرافق نقل الغاز، وإعداد النظم والإجراءات الفنية المختلفة. وقال وزير النفط والغاز العُماني، محمد الرمحي، ان المشروع يدخل في اطار سياسة الحكومة البدء في تنفيذ شبكة للغاز في كل مناطق السلطنة لأسباب عدة، خصوصاً اقتصادية، حيث ان "الغاز أرخص بكثير بالمقارنة مع الديزل"، ولأسباب بيئية أيضاً. وأوضح ان شبكة الغاز ستساهم في توفير طاقة رخيصة في المناطق، مما سيعود بالنفع على المصانع في المستقبل، معرباً عن أمله في إقامة مشاريع مستقبلية مماثلة في السلطنة لتطوير الصناعة وتطوير قطاعي الكهرباء والمياه، الأمر الذي يساهم في توفير فرص عمل. ويبلغ طول خط أنبوب الغاز، الذي يمتد من حقل سيح رول في وسط السلطنة الى ولاية صلالة، نحو 700 كيلومتر وهو بسعة 24 بوصة. وتصل طاقته الإنتاجية الى 4 ملايين متر مكعب في اليوم. ويوفّر المشروع الطاقة اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء في المحافظة والمصانع في منطقة ريسوت الصناعية ومصنع ريسوت للإسمنت. وساهمت في تمويله مجموعة من المصارف العالمية والمحلية. كما ان المشروع يؤمّن الوقود الطبيعي النظيف الذي يُعتبر صديقاً للبيئة، وتحويل الاعتماد على الوقود السائل كمصدر للطاقة الى الغاز الطبيعي. وكانت عملية ضخ الغاز الطبيعي الى محطة خفض الغاز في منطقة ريسوت الصناعية "نجحت بالشكل المطلوب" وفي الوقت الذي تم تحديده من الشركة المنفّذة للمشروع، حيث أثبتت عملية الضخ نجاحها الفعلي، مع انها تمت من دون استخدام غاز النيتروجين. وتعتبر هذه أول عملية من نوعها في السلطنة وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط. وأصبح مشروع أنبوب الغاز جاهزاً لمد المصانع بالغاز حسب الطلب. يُذكر أن شركة الغاز التي قامت بإنشاء وتشغيل خط أنبوب الغاز الى ولاية صلالة، تأسست كشركة مساهمة عامة مغلقة عام 2000 من قِبل حكومة سلطنة عُمان. وتملك وزارة النفط والغاز 80 في المئة من أسهمها، فيما تملك شركة النفط العُمانية النسبة المتبقية وهي 20 في المئة. وتعمل على نقل الغاز الطبيعي وإمداداته وما يتعلق به في السلطنة. وكانت الشركة وقعت في آب اغسطس 2000 اتفاق امتياز مع الحكومة لنقل الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب لفترة 25 عاماً، وتشغيل المنشأة الخاصة به. كما انها توصلت الى تشغيل خط الغاز الى صحار، بالإضافة الى خط صلالة وإنشاء عدد من محطات خفض الضغط في ولاية صلالة وولاية بركاء، والتي تتألف من وحدات لتصفية الغاز من الشوائب والسوائل ومسخنات الغاز، ووحدات لخفض الضغط، ووحدات لقياس كمية الغاز المستهلك من قِبل الشركات الصناعية. وروعي في تصميم المحطات أن يتم تشغيلها بصورة آلية ويتم التحكم في التشغيل من خلال غرفة عمليات وبأقل قدر ممكن من الصيانة.