بحثت القمة الالمانية - الفرنسية التي عقدت في برلين امس، المبادرة الاقتصادية المشتركة لانعاش الاقتصاد في البلدين وفي اوروبا. وعقد المستشار غيرهارد شرودر مع الرئىس جاك شيراك في حضور رئيس الحكومة الفرنسي جان بيار رافاران وكل اعضاء حكومتيهما، اجتماعات بحثوا فيها رفع مستوى التعاون الاقتصادي والدفاعي بين البلدين، اضافة الى شؤون اوروبية ودولية مشتركة. وهذه المرة الثانية التي تجتمع الحكومتان سوياً لبحث القضايا الثنائية والاوروبية، وكانت المرة الاولى في باريس مطلع هذا العام. وذكرت مصادر الطرفين ان المحور الرئيس في القمة "تمثل في المبادرة الاقتصادية التي سيعلنها شيراك وشرودر من اجل اعطاء الانتعاش الاقتصادي في البلدين وفي اوروبا، دفعة جديدة تنعكس بصورة ايجابية على وضع العمالة". وفي موازاة ذلك عقد المجلس الدفاعي والأمني الالماني - الفرنسي اجتماعاً برئاسة وزيري الدفاع. وبحسب المعلومات المتوافرة، يشمل برنامج دعم النمو، مشاريع كبيرة مثل تعزيز برنامج القمر الاصطناعي "غاليليو" وتوسيع شبكة سكك حديد القطارات السريعة في اوروبا وتحسين التقنية الاعلامية والاتصالات والعلوم الطبيعية. وعلى عكس المبادرة التي اطلقتها الرئاسة الايطالية للاتحاد الاوروبي لتنفيذ برنامج للبنى التحتية يكلف بلايين كثيرة، لن تشمل المبادرة الفرنسية - الالمانية مشاريع ضخمة. وقالت صحيفة "فرانكفورتر" الغماينة تسياتونغ "ان البلدين سيتفقان على تنفيذ اعمال مشتركة بين شركتي القطارات السريعة: "سي جي تي" الفرنسية و"اي سي ايه" الالمانية. كما ان البحث سيطاول توسيع المطار الضخم المرتقب في برلين - براندنبورغ، مشيرة الى ان الفرنسيين يطرحون مبلغ ثلاثة بلايين يورو للاستثمار المشترك، فيما تفكر برلين بمبلغ اقل. وقالت صحيفة فايننشال تايمز دويتشلاند" ان مبادرة النمو تتضمن عشرة مشاريع استثمارية في قطاعات الاتصالات والبحوث والتطور المستديم والنقل. وأضافت ان برلينوباريس وجهتا انتقادات شديدة اللهجة الى المفوضية الاوروبية بسبب سياستها الصناعية، مشيرة الى ان البيان المشترك الذي سيصدر سيشير الى ان هذه السياسة "تثير القلق لدى البلدين اللذين ينتظران ألا تتأثر الصناعة الاوروبية بسبب تدابير تعوق عملها".