أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل امس، ان بامكان الاميركيين ان يستجوبوا السعودي عمر البيومي الذي تتهمه الولاياتالمتحدة "من دون ادلة" بأنه كان على علاقة بإثنين من منفذي هجمات 11 ايلول. وقال الأمير سعود الفيصل في حديث لمحطة "اي بي سي" التلفزيونية غداة لقائه الرئيس الاميركي جورج بوش: "قمتم الاميركيون باستجوابه في الماضي قبل ان تطلقوا سراحه. وقام البريطانيون باستجوابه مجدداً معكم، واطلقوا سراحه لعدم توافر ادلة. وقمنا نحن باستجوابه واطلقنا سراحه لأنه لم يكن لدينا ادلة". واضاف: "لدينا فريق في السعودية يدرس هذه القضية يضم اميركيين وسعوديين، ونرحب بكم لاستجوابه في اي وقت". وكانت اوساط في الولاياتالمتحدة طرحت اسم البيومي في شكل يتزامن مع نشر تقرير لجنة التحقيق في الكونغرس الاميركي حول هجمات 11 ايلول، في محاولة للربط بين تبرعات خيرية قدمتها السعودية وبين تمويل الهجمات. ونقلت تقارير إعلامية عن الأمير سعود الفيصل قوله إنه يشعر بخيبة أمل إزاء قرار واشنطن عدم نشر أجزاء من تقرير الكونغرس تضمنت مزاعم بوجود صلة بين السعودية ومنفذي "11 أيلول". كذلك نقلت وكالة الانباء السعودية عن مسؤولين سعوديين انهم لا يمكنهم الرد على ما تضمنته الاجزاء المحذوفة من تقرير الكونغرس لأنهم لم يطلعوا عليها. وعلل بوش رفض ادارته الكشف عن مضمون تلك الاجزاء الواردة في 28 صفحة من التقرير بقوله ان نشرها "يساعد العدو" اي التنظيمات الارهابية. وكان الأمير سعود الفيصل قال في بيان اصدره عقب لقائه الرئيس الاميركي ان اتهام المملكة العربية السعودية من دون سبب في ذلك التقرير يشكل "انتهاكاً لأي احساس بالعدالة". واضاف ان السعودية التي "كانت صديقاً حقيقياً وشريكاً للولايات المتحدة خلال 60 عاماً، اتهمت بصورة خاطئة ومروعة بالإشتراك في هجمات 11 ايلول المأسوية، وهو اتهام مبني على تكهن مضلل ونية مقنعة حقودة، وجرى دحضه ببيانات رسمية مستمرة من الرئيس بوش ومسؤولين كبار في الإدارة الاميركية، خصوصاً اولئك الذين لهم معرفة بالحقائق والذين اشادوا بالمملكة العربية السعودية كحليف نشط وقوي في الحرب ضد الإرهاب". واكد بيان وزير الخارجية السعودي ان "التقرير اغفل او تجاهل عن عمد جهود المملكة العربية السعودية المستمرة في الحرب على الإرهاب، ولم يعبر عن حقيقة الأفعال والإنجازات التي قامت بها المملكة، وليس فيه ذكر لحقيقة ان المملكة العربية السعودية استجوبت آلاف الأفراد واعتقلت اكثر من 500 مشتبه منذ 11 ايلول". واضاف ان "ما قامت به المملكة لم يقد الى إعتقال ارهابيين كبار وتفكيك خلاياهم في المملكة فحسب، بل قاد ايضاً الى نتائج مماثلة في الولاياتالمتحدة". واضاف البيان ان "التقرير لم يذكر الخطوات العديدة التي اتخذت مثل التدقيق المتشدد في الاجراءات وتقنيات الرقابة، لتأكيد ان تقاليد منحنا الخيرية لا يمكن ان تنتهك". واكد الأمير سعود الفيصل ان بلاده ليس لديها شيء تخفيه او تسعى لحجبه، بل "نؤمن ان نشر الصفحات الثماني والعشرين التي لم تنشر، سيمكننا من الرد على اي مزاعم بصورة واضحة وموثوقة، وازالة اي شكوك حول دور المملكة الحقيقي في الحرب ضد الارهاب والتزامها تجاه ذلك". ونقل وزير الخارجية السعودي عن بوش تأكيده ان الولاياتالمتحدة والسعودية "حليفتان وضحيتان" في الحرب على الارهاب، ما يفرض عليهما "العمل معاً بفاعلية في جو من الثقة والثقة المتبادلة اذا اردنا الانتصار في هذه الحرب".