"العائلة المالكة في بريطانيا في حال اضطراب بعد انتشار إشاعات ومزاعم عنها حول العالم"، هذا العنوان المثير الذي اختارته إحدى الصحف البريطانية الرئىسية "أندبندنت أون صنداي"أمس، لتلخيص المزاعم حول ولي العهد الأمير تشارلز و"فعل فاضح" قام به ولم يثبت، ونفاه هو نفسه في شدة. ولكن على رغم انتشار تلك المزاعم في مطبوعات أجنبية حول العالم وفي مواقع على الأنترنت، فإن أمراً قضائياً حظر على وسائل الإعلام البريطانية كشف النقاب عما جرى. وسعت "صحف الأحد" الصادرة في بريطانيا أمس، إلى الالتفاف حول هذا الأمر القضائي، وذلك من خلال تخصيص صفحات واسعة للأزمة، من دون أن تكشف النقاب بدقة عما جرى، ولو كان بعضها مضى أمس، إلى حد أبعد مما كان متوقعاً في سرد بعض التفاصيل المثيرة. واختارت صحيفة "نيوز أوف ذي ورلد" الواسعة الانتشار لعنوانها الرئيسي سؤالاً مثيراً: "هل الأمير تشارلز يميل إلى النساء والرجال معاً؟". وزعمت أن الفضيحة اتخذت بعداً مثيراً للصدمة بعدما تكشف أن أحد كبار مساعديه أثار أسئلة عن ميول الأمير الجنسية. ولكن هذا الرجل وهو السكرتير الخاص لتشارلز السير مايكل بيت نفى في شدة أنه قد وجه هذا السؤال الذي كانت الصحيفة تريد من خلاله أن تلمح إلى الحادثة من دون الدخول في تفاصيلها. ولكن "ذي ميل أون صنداي" كانت أكثر جرأة، إذ نشرت في صفحتها الأولى وتحت عنوان: "سبق صحافي عالمي: تشارلز وخادمه القصة الحقيقية"، تصريحات للخادم السابق الذي أثار أصلاً الفضيحة وهو جورج سميث. وكان أمراً قضائياً منع الصحيفة نفسها يوم الأحد الماضي، من كشف النقاب عن تلك المزاعم. ديانا كانت تعرف... وقال سميث الذي كان مساعد خادم في قصر كينزنغتون الملكي: "كنت قد أبلغت الأميرة ديانا بالحقيقة وأنني متمسك بهذه الرواية". وزعم هذا الخادم الذي قيل إنه غير مستقر عقلياً أنه شاهد تشارلز في وضع مخل مع خادم آخر، وذلك على ذمة "ذي ميل أون صنداي". وكان سميث نفسه زعم قبل ذلك بأنه تعرض لعملية اغتصاب على أيدي هذا الخادم الآخر نفسه. ويبدو أن "صحف الأحد" دخلت في منافسة حادة اليوم مع إحداها الأخرى حول نشر صفحات واسعة عن هذه الأزمة التي حاول القصر الملكي أن يمنع تداعياتها المدمرة من خلال النفي المشدد لوقوعها، وكذلك الأمر القضائي الذي حاولت الصحف إغفاله باللجوء إلى التلميحات والأسئلة والمزاعم. لكن صحيفة شعبية أخرى هي "ذي بيبول" أرادت أن تقضي على هذه الإشاعات بطريق خاصة بالقول إن السيدة كاميلا باركر بولز صديقة تشارلز الدائمة، غاضبة جداً أزاء تلك "القصص المختلقة" ولذا تصر على أن "أميري لن يفعل ذلك مطلقاً". وبطبيعة الحال هي أقدر من أي شخص آخر على أن تعرف ميول صديقها العاطفية والجنسية. ووصفت كاميلا تلك "الإشاعات الفاضحة" بأنها "مجرد أكاذيب شريرة". الملكة غاضبة جداً ومن الواضح أن على رغم مرور فترة من الوقت على انتشار هذه المزاعم التي نشرت تفاصيلها بعض الصحف الإيطالية وكذلك في مواقع على الأنترنت فإنها لا تزال تسيطر على أحاديث الرأي العام في بريطانيا. وقالت الصحف أمس، أيضاً إن "ملكة بريطانيا غاضبة جداً ولا تريد ممارسة أي رحمة ضد الخونة". وذكرت "صنداي إكسبرس" أن الملكة إليزابيث أعلنت الحرب على الخدم في القصر الملكي الذين أثاروا تلك العاصفة ضد نجلها الأكبر. أما صحيفة "ذي صنداي تلغراف" فاختارت زاوية أخرى مهمة للأزمة كان موضوعها عن إصدار الأمير تشارلز تعليماته إلى شركة محاماة كبيرة لفحص تفاصيل تلك المسألة، وإمكان رفع دعوى قضائية ضد الخادم الذي أثار المزاعم. وذكرت الصحيفة أن تشارلز سيلتقي بعد عودته من سلطنة عُمان اليوم مع كبار مستشاريه للبحث في الآثار المترتبة على تلك المزاعم الخطيرة. ومن بين الاقتراحات التي ستقدم إليه أن يعقد مؤتمراً صحافياً يقوم فيه بإصدار نفي قاطع لتلك الإشاعات المدمرة ويضع حداً لهذه العواصف التي تهدد مستقبله كولي للعهد وتدمر أيضاً هيبة العائلة المالكة البريطانية. مستقبل ولاية العهد بدورها قالت "ذي صنداي تايمز" إن الأمير وليام نجل تشارلز يخشى أن "هذه المؤامرة قد تدمر والده". وأضافت أن وليام الذي سيخلف والده على العرش بعدما يصبح ملكاً، غاضب لأن بعض الصحف البريطانية دفعت أموالاً تقدر بآلاف الجنيهات لهذا الخادم سميث الذي طرد من الخدمة منذ فترة طويلة. ووجهت بعض الصحف الأخرى نصائح عدة إلى تشارلز من بينها أن يدلي بحديث تلفزيوني ينفي فيه في شدة هذه المزاعم ويمنع وقع أزمة دستورية. وحذرت "نيوز أوف ذي ورلد" تشارلز من أنه إذا فشل في "دحض تلك المزاعم ولم يقاتل ليثبت أنها مجرد هراء، فإنه يتعين عليه أن يتنحى عن منصبه ويفسح في المجال أمام نجله الأكبر وليام لتولي ولاية العهد. الأمير إدوارد يرزق بابنة في غضون ذلك، أصبح الأمير إدوارد الابن الأصغر للملكة إليزابيث، أباً لأول مرة، بعدما وضعت زوجته الكونتيسة صوفي طفلتها قبيل منتصف ليل أول من أمس، في جراحة قيصرية. ولم يعلن القصر اسماً للرضيعة التي تحتل المرتبة الثامنة في ترتيب ولاية العرش وهي الحفيدة السابعة للملكة اليزابيث. وقالت ناطقة باسم قصر بكنغهام إن الطفلة ولدت قبل أسابيع من موعدها. وعاد الأمير إدوارد من زيارة رسمية إلى موريشيوس كي يكون بجوار زوجته وطفلته. وجاء ذلك بعد عامين على نقل الكونتيسة صوفي إلى المستشفى جواً لإجراء جراحة إجهاض استغرقت ساعتين ونصف لإنهاء حمل كان يهدد حياتها بعد أن نما الجنين خارج الرحم.