هل يعرف القادة العرب مدى غضب الشارع العربي ازاء المجازر اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون؟ قضيت نهاية الأسبوع الماضي في ارسال ردود خاصة على رسائل غاضبة جداً، تهاجم الدول العربية مع اسرائيل والولاياتالمتحدة. أما اليوم فأتناول رسائل أقل حدة، عن المواجهة الدامية وقضايا أخرى. القارئ حسن نور الدين بعث إليّ عبر البريد الالكتروني برسالتين طويلتين حيّا في احداهما صمود الفلسطينيين، وانتقدني في الأخرى. وهو قال في رسالته الأولى: "أيها الكربلائي العظيم، ما أروعك... ها أنت عظيم في شموخك، عظيم في صمودك، عظيم في كل شيء. ها أنت بعد ان طعنك المزايدون ومجاهدو الفضائيات و"ثورجيو" الاذاعات تشمخ عليهم جميعاً... ترمقهم من عليائك ممتشقاً سلاحك، تذود عن الأمة كلها وحدك، فيما هم يلوذون بالصمت، يفرون خجلاً من ذواتهم، ويقبعون أمام الشاشات يراقبون عنفوانك السرمدي المهيب... يا الله كم أنت أعظم منهم ومنا، كم أنت أشجع وأسمى وأعز وأنبل، وأنقى من أنقانا...". وما سبق فقرة ونصف فقرة من صفحتين تفيضان بمشاعر القارئ الذي يعاتبني في رسالة ثانية على زاوية تحدثت فيها عن قبول أبو عمار في واشنطن عرض الرئيس كلينتون الأخير عليه في الثاني من كانون الثاني/ يناير السنة الماضية وتراجعه عن القبول تحت ضغط مرافقيه بعد عودته الى المنطقة. الأخ حسن نور الدين يصر على أن المعروض على الرئيس عرفات لم يكن مقبولاً بأي حال، وأبو عمار ما كان يستطيع التوقيع على اتفاق يتضمن تسوية مسائل جوهرية مثل القدس والمسجد الأقصى من دون غطاء سياسي عربي لم يكن متوافراً له، ويزيد القارئ "اذا كان ثمة من يتحمل المسؤولية فهم قادة المعارضة الفلسطينية حماس والجهاد تحديداً، اضافة الى العرب الذين رفضوا اعطاء الغطاء لعرفات...". ماذا أقول؟ القارئ حسن نور الدين معه حق، وهو يلتقي مع الأخ صلاح القريشي من مكةالمكرمة الذي بعث إليّ برسالة الكترونية يقول فيها ان أبو عمار لم يضيع فرصة العمر في كامب ديفيد أو طابا لأن التوقيع كان يعني التنازل عن القدس وعن حق العودة "ولأن أبو عمار لم يتنازل فهو يتلقى العقاب الآن، ولو كان سلمهم القدس لكان أحد زوار البيت الأبيض الدائمين الآن...". مرة أخرى، ماذا أقول؟ القارئ صلاح القريشي معه حق أيضاً. أما القارئ محمد سالم فهو يعترض على قولي في مقال أخير انني أوافق على معظم أوجه سياسة الرئيس حسني مبارك الذي اعتبرته زعيماً وطنياً، فهو يعترض على جميع أوجه السياسة المصرية، بما في ذلك الموقف من ياسر عرفات، ومن ليبيا في موضوع طائرة لوكربي، ومن العراق، ومن الجامعة العربية، ومن مبادرة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ومن اليمن وسورية، ومن قطر. وأعترف بأن هذه المرة الأولى أسمع فيها تأييداً للسياسة القطرية ضد السياسة المصرية. وبما ان لي في البلدين اصدقاء، فإنني انتقل الى رسالة أخرى للقارئ نفسه، فقد كنت قلت ان بدء البلاء الحالي يعود الى احتلال العراقالكويت، اما هو فيعيد المشكلة الى كامب ديفيد الأولى، ما يعني انه يعترض عليها أيضاً. أما القارئ هيثم حسني علوة وهو لبناني يقيم في الرياض فبعث اليّ برسالة من طريق الفاكس يعترض فيها على السياستين المصرية والأردنية. وفي حين انني أشكره على تقديره لي في الصفحة الأولى من الرسالة وأتجاوز رأيه السياسي في الصفحة الثانية، فانني اختار ان ارد على سؤال له في الصفحة الثالثة هو انني تحدثت عن ظهوري في برنامجين تلفزيونيين، وأهملت برنامجاً ثالثاً أشهر منهما، ويسألني هل السبب انني اخجل من الظهور في برنامج تسلية. الجواب: ابداً، وأتمنى ان اشترك في برنامج "يا ليل يا عين" جالساً بين حسناوين أنسى معهما اسمي. غير انني لم أذكر برنامج "من سيربح المليون" الذي أشار اليه القارئ، لأنني ظهرت فيه في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، فاكتفيت ببرنامجين سبقا ما كتبت بأسبوع واحد. أما القارئ أ. أ. قنديل من المانيا فهو بعث إليّ برسالة بالانكليزية عبر البريد الالكتروني سجل فيها غضبه الشديد على الممارسات الوحشية للاحتلال الاسرائيلي، وطالب المسيحيين الفلسطينيين والعرب بمخاطبة العالم، وشرح الاعتداءات الاسرائيلية على الأماكن المقدسة المسيحية. وأنا أضم صوتي الى صوته. واختتم بالأخ حسن قبيسي، وهو عربي يقيم في الولاياتالمتحدة منذ 36 سنة، ويقول في رسالة الكترونية ان ثلاث قوى سياسية أميركية هي: المحافظون والأصولية المسيحية والليبراليون تجمعت ضدنا لذلك "لن نربح ونقطة على السطر" كما يقول. وهو يزيد انهم يقولون لنا ما نأكل ونشرب ونقرأ، وينصحني أن أتوقف عن مهاجمتهم لأنني لن أعمِّر طويلاً إذا بقيت أفعل. يا أخ حسن، الله يطمنك...