} تمسكت "الجماعة الإسلامية المسلحة" بخطها المتشدد مع تعيين "أمير" جديد خلفاً لزعيمها السابق عنتر زوابري الذي قتله الجيش الجزائري في شباط فبراير الماضي. وأُفيد ان الرشيد أبو تراب، الذي عُيّن قائداً جديداً لها، ناشط سابق في الجبهة الإسلامية للإنقاذ وكان قائداً ل"الكتيبة الخضراء" في "الجماعة". ويُكرّس تعيينه نفوذ ناشطي منطقة بوفاريك على "الجماعة" بعد سنوات من سيطرة ناشطي العاصمة. } الجزائر - "الحياة" - وزعت "الجماعة الإسلامية المسلحة"، الخميس الماضي، بياناً هو الأول منذ فترة طويلة أعلنت فيه تعيين "الأمير" السابق ل"الكتيبة الخضراء" الرشيد أبو تراب على رأس هذا التنظيم خلفاً لعنتر زوابري الذي قُتل في 8 شباط فبراير الماضي. وشرح البيان الموقع في 12 شباط فبراير الماضي والذي وقعه كل من أبو تراب و"أبو العباس إلياس"، عن "أهل الحل والعقد" و"أهل الشورى" في "الجماعة"، قصة تعيين الأمير الجديد خلفاً لزوابري أبو طلحة. وأوضح ان "إخواننا، حفظهم الله، من الحل والعقد وأهل الشورى في الجماعة الإسلامية المسلحة" اجتمعوا بعد مقتل زوابري و"اتفقت كلمتهم على تثبيت وتنصيب أخينا الرشيد أبي تراب، حفظه الله، وبويع أميراً على الجماعة الإسلامية المسلحة ...". وذكر ان التعيين حصل يوم الإثنين 11 شباط 2002، أي بعد ثلاثة أيام من مقتل زوابري. وجدد بيان "الجماعة" الذي نُشر أمس في الجزائر وحصلت "الحياة" على نسخة عنه، موقفها في خصوص منهجها واسلوب تعاملها مع السكان. إذ كرر ان "لا هدنة، لا حوار، لا مصالحة، ولا عقد ذمة ولا آمان، بل الدم الدم والهدم الهدم، والسيف هو الفصل". وتابع: "سنبقى نبيد خضراءهم ونغنم أموالهم ونسبي نساءهم ونضرب أعناقهم في المدن والقرى والصحارى، سنقتل ونذبح وعلى ذلك لن نبرح". وعبر البيان عن اقتناع "الجماعة" بأن مقتل زوابري لن يؤثر سلباً على نشاطها المسلح. وقال: "نسأل الله تعالى أن لا يحرمنا أجرهم ولا يفتنا بعدهم وأن يبدلنا خيراً منهم". وأضاف: "وما أصاب الجماعة الإسلامية المسلحة الراية الشرعية والمبصرة الوحيدة من جملة الإبتلاءات والمحن التي كتبها الله علينا ليكفر بها هنا سيئاتنا ويثقل بها ميزان حسناتنا". ويُعد أبو تراب الرشيد من القيادات القديمة في "الجماعة" وكان تولى قيادة "الكتيبة الخضراء" التي تعد القوة الضاربة في التنظيم، منذ مقتل قائدها السابق المدعو العياشي، واسمه الحقيقي قبايلي محمد، في هجوم مباغت نفذته وحدة خاصة للقناصة في حي باب الزوار في حزيران يونيو 1998. والاسم الحقيقي ل"أبو تراب" أوكالي رشيد، وهو يُحسب على التيار المتشدد في "الجماعة". وكان بدأ نشاطه السياسي مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة في بوفاريك، قبل أن يلتحق ب"الجماعة المسلحة" مع تحكم القيادات السابقة في "الإنقاذ" في هذه المنطقة التي نشأ فيها عنتر زوابري وقبله شقيقه الأكبر علي الذي أسس جماعة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وكانت هذه الجماعة أول من بدأ أعمال العنف سنة 1990 بسبب فكرها التكفيري الذي برر لها سلسلة اعتداءات كانت تقوم بها وعلى رأسها الهجوم على محكمة البليدة ومركز للدرك الوطني في ولاية البليدة. نفوذ ناشطي بوفاريك ويلاحظ أن تعيين الأمير الجديد ل"الجماعة المسلحة" يكرس نفوذ ناشطي منطقة بوفاريك، بينهم أبو تراب، على "الإمارة". وكانت "الجماعة" حصرت قيادتها خلال مراحلها الاولى على ناشطي منطقة الجزائر العاصمة من دون سواهم، بدءاً بعبد الحق العيادة وهو من ناشطي منطقة براقي، ثم جعفر الأفغاني الذي كان ينشط في منطقة القبة، إلى شريف قوسمي الذي برز في منطقة بئر خادم هو و"الأمير" الذي جاء بعده جمال زيتوني. ومع تعيين زوابري "أميراً" عقب جلسة "أهل الحل والعقد" في 18 تموز يوليو 1996، تحوّل التنظيم إلى منطقة المتيجة. إذ بدأ ناشطو هذه المنطقة في احتكار المناصب الأساسية على حساب بقية المناطق، الأمر الذي تسبب في انشقاق عدد من القيادات بينها حسان حطاب "أمير" المنطقة الثانية، وعبدالرزاق البارا "أمير" المنطقة الخامسة، وبن مختار مختار "أمير" المنطقة التاسعة.