لم يحدد المؤرخون تاريخاً لتصميم المجوهرات، فمنذ القدم عرفت القبائل والملوك والعامة اهتماماً خاصاً بها. ولم تتغير نظرة المجتمع إليها مع تغيير الحضارات والأزمنة، بل كانت كل قبيلة تتميز بتصاميم مجوهراتها حتى لو كانت خشبية أو نحاسية. وكان الانسان في كل مكان وعبر العصور بوحي من غريزته الطبيعية يجمع اشياء جميلة وقيّمة، فاستعمل كل ما عثر عليه من معادن وأحجار كريمة قدمتها الطبيعة، منها ما كان في اعماق البحار ومع الوقت تزايد الطلب عليها وكثرت التصاميم وتطورت وبقيت جاذبية المجوهرات من معادن وأحجار كريمة قائمة على جمالها وديمومتها وندرتها. وتعتبر افضل المجوهرات المصنوعة قبل القرن الثامن عشر من صنع مصر القديمة، وأكثرها ذهب مرصع بالأحجار الكريمة كالفيروز واللازورد والعقيق، وتُظهر هذه المجوهرات براعة الحرفيين المصريين القدماء ومهارتهم في صنع الذهب وتعدينه بواسطة رمال السيليكا، وهو تخطيط عُرف ايضاً عند الصينيين القدماء. أما الرومان فاهتموا بصقل الحجارة وتطويرها بدلاً من ترصيع الذهب بالأحجار الكريمة، وظل فن تصنيع المعادن حياً عبر العصور الوسطى. وتطورت صناعة المجوهرات مع الزمن حتى تحول الى حاجة في كل المناسبات، وتميزت المرأة بحبها لاقتناء احدث التصاميم حتى لو لم تكن من المعادن النادرة، المهم انها تحوي على احجار كريمة، مما دفع بالكثير من المصممين الى ابتكار وسائل حديثة توفر للمرأة متطلباتها من الاكسسوار المرصع، وانشأت المصانع الخاصة بمؤسسات عالمية تهتم بهذا النوع الذي يلبي حاجات النساء في المناسبات العامة والخاصة من دون كلفة باهظة، ومن هذه المؤسسات، مؤسسة آيتالو جينافي العالمية التي ذاع صيتها في الأقطار الأوروبية وحالياً العربية، وهي تقدم تصاميم نادرة وساحرة كأنها تصاميم القياصرة والملوك في العصور الغابرة بمواد حديثة وأشكال كلاسيكية مرصعة بأحجار كريمة. وعن المؤسسة يقول السيد نصير هلال وكيلها في الشرق الأوسط صاحب مؤسسة جيبرتي: "المميز في صناعتنا للمجوهرات الصناعية فوبيجو نوعية السلعة التي نعمل بها، وتصاميمها التي ليست عملية تقليد لشركات اخرى، بل ان التصاميم هي ملك خاص بالشركة وماركة مسجلة وهذا ما يميزنا عن غيرنا. وباتت شركتنا اليوم تنافس في تصاميمها، تصاميم شركات عالمية وأسماء كبيرة مثل كريستيان ديور وسواروفسكي وبيار كاردان وفرساتشي، ويعتبر فرعنا في لبنان الوحيد الذي يضم مجموعة كبيرة من ال"فوبيجو" التي تقارب ثلاثة آلاف موديل، ولأننا متخصصون في هذا المجال وشاركنا منذ حوالى عشر سنوات في تأسيس مصنع للفوبيجو في سان بطرسبورغ في روسيا يعمل فيه اكثر من 1100 موظف كمصنع ثان بعد المصنع الموجود في إيطاليا حيث يعمل حوالى 1500 موظف، وهذا ما يسهل اندماج التصاميم بين الفن الأوروبي والشرقي الآسيوي". أما عن التصميم الروسي فيقول السيد هلال: "انه فن جميل جداً متحدر من ايام القياصرة يضاف إليه بصمات جديدة تمنحه رونقاً جميلاً ومميزاًَ". ويضيف: "في الطبيعة اكثر من ثلاثة آلاف ملح معدني، ولكن نصفها فقط يعتبر احجاراً كريمة، وتعتبر هذه الأحجار مدهشة علمياً، فعلماء وخبراء الأحجار الكريمة يجرون دراسات وافية لكل حجر كريم يحصلون عليه. وعبر العصور كانت الاحجار الكريمة دليلاً على الثروة والسلطة ورمزاً للتفوق، فتيجان الملوك وملابسهم رصعت بها، وكانت فقط للأثرياء، ولكنها تلقى الاعجاب والتقدير من قبل اي انسان، لذا ابتكرت مؤسستنا وسائل متطورة في صناعة ال"فوبيجو" لتكون "أبدية" ومميزة كالمجوهرات الحقيقية وتحتوي على كميات متنوعة من الاحجار الكريمة. ونصنع مجوهراتنا في اسلوبين: ندخل في مصنوعاتنا الاحجار الكريمة مثل المالاكيت والانبار والكهرمان والكوربا والفيروز والحجر الاسود، اضافة الى اكثر من ثمانية عشر نوعاً من الاحجار الكريمة الاخرى، او نستعمل الاحجار الصناعية مثل الكريستال والستراس، ولكن ليس في شكل كبير وواسع بل وفق ما يتطلبه التصميم". ويقول هلال: "ان تطور اي عمل فني يتدرج في كيفية حب صانعه له، فنرى الانسان يصب كامل طاقاته وإمكاناته الفكرية والروحية في ابتكاراته ليس للتجارة والبيع فقط انما ليقدم لوحة فنية تبهر الناظر اليها، لهذا عمدت مؤسستنا في فروعها الى استقطاب اكثر من اربعين فناناً متخصصاً في تصميم المجوهرات ليقدموا ابتكاراتهم لها وحدها، وهذه التصاميم تراقبها لجنة متخصصة تحدد المناسب منها وفق ما يتطلبه السوق العالمي". وعن موضة العام من التصاميم فيقول نصير هلال: "الموضة هي اللمسة الكلاسيكية في معظم المجوهرات، وهذه التصاميم لا تموت مع الزمن مهما تغيرت وتبدلت التقاليد، لذا نعتمد دائماً على الموديل الكلاسيكي في اكثر من نصف تصاميمنا والباقي نحاول ان نسير به مع متطلبات العصر من موديلات غريبة وصرعات، وآخرها الاسلوب الافريقي".