بعد نيلها جائزة مقدمة البرامج التلفزيونية الاجتماعية للعام 2002، في مهرجان وسائل الاعلام الذي نظمته كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية أخيراً، وإثر طلتها المتجددة في Tea Time، البرنامج الذي حلّ مكان "نهاركم سعيد" على شاشة "ال بي سي"، التقينا الاعلامية ماغي عون التي قالت ان الجائزة الاخيرة منحتها دفعاً معنوياً قوياً وستجعلها متمسّكة اكثر بمقاييسها الخاصة للرسالة الاعلامية ولدور الاعلامي بالذات. ومعها كان هذا الحوار. بداية، كيف يمكن ان تتجدد ماغي عون كإعلامية؟ - التجدد بالنسبة الى الاعلامي هو السعي لأن يكون دائماً في صلب الاحداث والوقائع المحيطة به، خصوصاً اذا كانت لديه برامج مختصة. التجدد يعني لي تجدداً فكرياً وثقافياً ومعلوماتياً وخارجياً، والأهم، تجدداً معنوياً ، وأقصد بمعنوي الاقتناع الكلي بما نقوم به أو نقدّمه. وأنا دائماً أعد نفسي وأحملها مسؤولية التجدد الخارجي الملزم احياناً للتلفزيون، فإذا لم أكن راضية عن مادتي، لا أستطيع حتى ان أعتني بشكلي أو ان أغيّر لون شعري. التجدد هو اعادة النظر بنفسي ككل، أبدأ من الداخل والانعكاس الخارجي يظهر تلقائياً. الى أي مدى تركزين على طلبكِ وأناقتكِ، وهل توجهين بذلك رسالة الى كل من يقول ان المرأة المثقفة تُهمل شكلها وجمالها؟ - التركيز على الطلة والاناقة ضروري لاظهار الجمال والاكتفاء الداخلي، وأنا بعكس ما يظن البعض، ممن يتابعون كل جديد على هذا الصعيد، ولكن ليس على حساب جعبتي الداخلية، أملأها أولاً ثم أضع "الرتوش" النهائي على الطلة والأناقة. والأهم في نظري ان يصنّفكِ الجمهور أنيقة من الداخل وهذا يُقرأ بوضوح في لغتكِ وأسلوبكِ ونظرتك الى الموضوع الذي تعالجينه. الأناقة الداخلية هي الكفالة الوحيدة لكي لا تذبل كل المحاولات التي نسعى اليها لتجميل شكلنا الخارجي، وأنا من الناس المؤمنين بأنني وصلت الى ما انا عليه اليوم لأنني في محاولة مستمرة لصقل ذاتي وثقافتي مع التركيز الواضح طبعاً على الاعتناء بشعري وماكياجي والموضة التي أعشقها كما كل النساء في العالم. وهناك قاعدة بسيطة أتبعها وأحب تردادها دائماً وهي التالية: "من تعتني بشكلها وجمالها هي طبعاً امرأة جميلة، ومن تعتني بعقلها وفكرها لا يمكن الا ان تكون مثقفة"، والمطلوب من الاعلامي ان يخلق لنفسه معايير تجمع طرفي المعادلة الصحيحة. تكرار حلّ Tea Time مكان "نهاركم سعيد"، هل انتِ راضية عن طلتك في هذا البرنامج، الا تشعرين بأنكِ تكررين نفسك؟ - Tea Time تجربة جديدة لي على صعيد طريقة التقديم فقط، اما بالنسبة الى المضمون فهو شبيه بما احب ان اقدّمه كما كان يجري في "نهاركم سعيد"، وما أسمعه من الناس انهم اكتشفوا شخصيتي العفوية في Tea Time، ربما لأن متطلبات البرنامج تظهر هذه الناحية وانا مؤمنة بأن اذا كان الاعلامي مقتنعاً بمضمون ما يقدم، لا بدّ من ان يكون الشكل طبيعياً وتلقائياً وهذا ما أشعر به في هذا البرنامج. أما في ما يتعلق بالتكرار، فأعتقد انه نتيجة لعدم اطلاع المذيعة على ما تقدمه وهذا خطأ كبير برأيي ومن هنا تجب إعادة تحديد المكان المناسب لكل اعلامي، وللأسف هذا التحديد غير موجود اليوم، لذا يطلّ علينا عبر الشاشة او عبر المذياع من يجب ان يكون في مكان آخر. ولكن أليس البث المباشر أفضل من التسجيل؟ - Tea Time مسجّل، وقد يفقد عفوية البث المباشر الذي يحبه الناس، ولكننا نسعى لجعله يبدو كالمباشر. ونحن كفريق عمل اخترنا ان يكون مسجلاً ووعدنا في المقابل ان نجعله مترابطاً وبرأيي ليس ذلك سيئاً. ألم يحن الوقت بعد لنرى ماغي عون بطلة اعلامية جديدة كمذيعة اخبار مثلاً أو في برنامج سياسي ما؟ - لست أدري كيف يمكنني ان أقول ان الوقت حان أو لم يحن، ولكن في حال قررت ان أضع نفسي في قالب جديد، فالأكيد انه لن يكون سياسياً ابداً، على الأقل في هذا الوقت وذلك لاسباب عدة منها انني لن أكون راضية أو مقتنعة بما أقدّم. وبالنسبة الى برنامج يخصني وحدي، فلن أتهرّب من القول أنني أدرس حالياً فكرتين لبرنامج جديد، أحلم منذ زمن بتقديمه على شاشة التلفزيون، واعتقد ان الوقت قد حان، وهذا الوقت قريب، ولكنه ليس قريباً جداً، أي ليس خلال الشهر المقبل. ما هو الحلم الذي يراودك دائماً ولم تحققيه بعد، هل هو هذا البرنامج؟ - لا ليس لدي حلم واحد، بل مجموعة من الاحلام التي لا تنتهي وهي تراودني باستمرار، وأخطط لأجعلها واقعاً، وانا ممن يؤمنون بتحقيق الاحلام وخصوصاً اذا كان الحالم يؤمن بطاقته ويعرفها ويسعى الى تطويرها. وحلمي ان أتطور وأطوّر معي أولادي وعملي ومخططاتي. وهل تستطيعين التوفيق بين عملكِ التلفزيوني وعملكِ الاذاعي وبين اولادكِ ايضاً؟ - أنا انسانة ملتزمة. أنظّم نفسي جيداً، ومع جُهد طبعاً، وأنا راضية الى حدّ ما عن نفسي كإعلامية وكأم. ماذا عن الكتابة، خصوصاً القصص والروايات، هل توقفتِ عن متابعتها؟ - أنا لا أتوقف عن الكتابة حتى بفكري، أفكر وكأنني جاهزة للكتابة على الورق، احياناً أنقطع عن ملامسة الحبر أو النش، ولكن في نمط حياتي لا أتوقف عن الكتابة أو عن تخزيني مادة تشبهني ارسمها في الوقت المناسب قصيدة أو كتاباً. وأنا اليوم بصدد كتابة رواية ستكون الأولى بعد مؤلفاتي الشعرية، وكنت أظن حتى وقت قريب انها ستصدر قبل كتابي الشعري الثالث، ولكنني أظنني على خطأ، ويبدو ان القصيدة مرة اخرى ستسبقني الى البوح. ماذا عن الشهرة؟ - تحديد الشهرة في عملنا هو مفهوم شخصي، لذلك، كما تتعاملين مع الشهرة، ترتد عليكِ واليكِ نتائجها. وأنا أراها جميلة، تزيدني دعماً وثقة واندفاعاً نحو الأفضل. والشهرة التي أحبها واحب الوصول اليها هي الشهرة التي تحدد من أنا فعلاً، فتعرّفني وتقدّمني الى الحياة بالصورة التي أحاول ان اصنعها لنفسي، لأن الشهرة الحقيقية هي الاطار الذي نصنعه بأيدينا وفكرنا وتصميمنا، وليس الاطار الذي يرانا عبره الناس. وكما ننظر الى أنفسنا، هكذا يراها الآخرون، ولا أؤمن بعكس ذلك. لذلك أنا أرفض صفة "المظلومي" التي نسمعها كثيراً، المظلوم هو من يسمح لنفسه بأن يكون مظلوماً. هناك من يلومكِ لأنكِ لا تبتسمين كثيراً امام الشاشة، لماذا؟ - موضوع الابتسامة على الشاشة موضوع دقيق بالنسبة اليّ، وأنا أنزعج ممن يبتسمون فقط لأنهم أمام الشاشة، ومن قال ان هذا إلزام أو واجب؟ الخطأ برأيي ألا تبتسمين حين يُفترض بكِ ذلك وألا تتخذين موقفاً حين يجب عليكِ ذلك ايضاً، ولا أعتقد ان احداً لم يرَ أسناني حين وُجب علي ان أضحك أو ان أبتسم. رغم ضيق وقتك، هل ما زلتِ ترافقين أولادكِ وتتابعينهم في كل المراحل التي يمرون بها وفي أدقّ التفاصيل ايضاً؟ - أحب ان أقول ان وقتي ليس ضيقاً بل ملآن، ومع ذلك لدي بعض أوقات الفراغ التي أحاول ان أملأها هي ايضاً. أولادي بالنسبة اليّ أولوية لا أقبل فيها التفاوض ولا المساومة، فأنا ألغي الكثير من عروض العمل أو السفر، والسبب الوحيد هو تعارض عملي مع أوقات اهتمامي بأولادي، فأنا بعد ظهر كل يوم أتحوّل الى معلمة مدرسة نشيطة ولا أفارق يارا وماريا حتى تنتهيان من دروسهما، كما لدينا الوقت الكافي والمنظّم لنلهو معاً ولنستمع الى الموسيقى ونرقص احياناً. أخيراً، ماذا تتمنين في هذه الحياة؟ - ما أتمناه هو ان أعي فعلاً لماذا أنا في هذه الحياة، وأي حياة نحن نصنع ما بعد هذه الحياة.