تنذر المواقف التي سجلت أمس، بمرحلة من السجال السياسي تعيد الى الذاكرة مفردات الحرب اللبنانية، بما يتعارض والدعوات الكثيرة الى تحقيق المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة وفاق وطني حقيقية. فقد علق عدد من النواب والوزراء والأحزاب والهيئات على التحركات الأخيرة التي ظهر فيها جمهور "القوات اللبنانية" علناً، سلباً وايجاباً. وقال وزير الدفاع غازي زعيتر مقرب من الرئيس نبيه بري "ان جماعات كانت تراهن على العدو الاسرائيلي، وكانت لها اليد الطولى في إشعال الحرب، تحاول الظهور من جديد وبدأت تهاجم الدور السوري في لبنان". وانتقد النائب محمود ابو حمدان حركة أمل "مقولات تتستر بالديموقراطية، وهي مشروع اسرائيلي داخل لبنان، يحاول نبش القبور من جديد، ونشتم عودة الى هذا المشروع لا يمكن قبولها". وانتقد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو دعوات الى المصالحة والوفاق "تنطلق من نظرة الى لبنان تستند الى انه كيان لمجموعة طوائف"، لذا "يجب التصدي لخلفياتها الخاطئة". ورأى "ان مقولة المجتمع المسيحي والشعارات المعادية للحكم وللشام سورية وللأحزاب اللاطائفية، هي نفسها التي شكلت مضمون خطابهم السياسي ومادة تعبئتهم الطائفية عشية الحرب وأثناءها، ما يعني انهم ما زالوا معادين لمشروع الدولة". وانتقد النائب مروان فارس القومي "الكلام الذي يحاول انتاج لغة الحرب"، معتبراً انه "خطير ولا بد من مواجهته بكل الوسائل". وفي المقابل، أعلنت السيدة صولانج بشير الجميل ان رسالتها في ذكرى اغتيال زوجها "هي الرسالة الوفاقية الوطنية الحقيقية البعيدة من المهاترات السياسية، وتؤكد دور رئيس الجمهورية اميل لحود في رعاية هذا الوفاق". وأسفت لاعطاء بعض وسائل الاعلام لها "تأويلات ومعاني بعيدة من الحقيقة". واعتبرت ان ذكرى بشير "استبدلت صناديق الاقتراع التي لم تفتح للمجتمع المسيحي، فعبر المشاركون فيها عن رأيهم الوطني صراحة، بفضل مناخ الحرية التعبيرية الذي يرعاه رئيس الجمهورية". واستغرب مصدر مسؤول في "القوات اللبنانية" في شدة التأويلات المحرضة والتفسيرات الخاطئة لنشاط "القوات" الأخير، التي عادت تنفث الحقد في الجو الوطني التوافقي السائد منذ مدة، بهدف ضرب هذا المناخ وطعن المواقع والمؤسسات والمسؤولين الذين اطلقوه وأمنوا نموه ليطاول جميع اللبنانيين". وكرر المطالبة باطلاق الدكتور سمير جعجع.