أنان يعرب عن أسفه لرفض الغرب تشكيل قوة تدخل سريع . قائد المظليين البريطانيين يدعو الى محاربة المتمردين في سييراليون

باريس، نيويورك، واشنطن - أ ب ، أ ف ب، رويترز - أعرب الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان عن "اسفه الشديد" لرفض الدول الغربية انشاء قوة تدخل سريع في سييراليون، وسمحت المنظمة الدولية بإعادة تسليح الجيش الموالي للحكومة، فيما دعا قائد المظليين البريطانيين في سييراليون الى شن حرب على المتمردين.
وشدد انان على ان نشر قوات بريطانية في فريتاون "مفيد للغاية". واضاف "مع ان الغربيين لم يقدموا قوة تدخل سريع فإن وجود جنود بريطانيين وضمانهم الامن في المطار يساعدنا كثيراً. انه يتيح لجنود بعثة الامم المتحدة في سييراليون الذين كانوا مكلفين أمن المطار القيام بشيء آخر". واعلن انان ان الامم المتحدة تقوم بتعزيز جنودها.
واضاف "ان الكنديين والاميركيين سيساعدوننا في نقل حوالى ثلاثة آلاف جندي اضافي. ان الاردنيين يتوجهون ومعهم مجموعة نخبة، والهنود سيكونون مزودين بمروحيات مقاتلة" موضحا ان القوة الدولية ستصل "الى طاقتها القصوى" خلال اسبوعين.
وشدد انان على ان مصير 500 جندي من القوة الدولية يبقى "اولية مطلقة" مضيفا ان قوة الامم المتحدة تبحث عن فوداي سنكوح زعيم المتمردين الذي اعتبره انان "مسؤولا شخصيا عن سلامة" الجنود المخطوفين.
من جهته، دعا قائد قوات التدخل البريطانية في سييراليون الجنرال ديفيد ريتشاردز أمس الى "المضي قدماً" لخوض معركة ضد "الجبهة الثورية الموحدة" بمساعدة جيش سييراليون.
واعلن الجنرال في مقابلة مع اذاعة سييراليون المستقلة "ديموكراسي اف. ام." "كونوا مطمئنين الى أننا هنا ولن نتخلى عنكم". وتضم القوات البريطانية في سييراليون حاليا الف و51 رجلا منهم حوالى 800 مظلي.
واعرب الجنرال البريطاني عن ارتياحه الى "الفعالية الكبيرة" التي برهنت عليها القوات النظامية السييراليونية باخذها السلاح من جديد لمحاربة المتمردين ودعاها الى التدخل اكثر.
وقال: "تعرضنا لزوبعة وسيكون عملنا الان على المدى القصير المضي قدما لخوض المعركة والقيام بكل ما هو ضروري للتوغل اكثر فأكثر نحو داخل البلاد".
واضاف: "من الضروري جدا ان نتمسك بالنظام داخل هذا الحلف"، مؤكداً على ان مهمة بعثة الامم المتحدة "تتضمن الان اولوية فورية وتريد العمل - ويجب علينا ان نعمل باتصال وثيق - مع القوات النظامية السييراليونية الجديدة".
واكد ان المظليين البريطانيين ارسوا الامن في مطار لونغي. واعتبر ان الوضع الذي ما زال "هشا بعض الشيء" في مداخل العاصمة باتجاه هاستينغز وواترلو عزز بانتشار "قوات ذات نوعية جيدة".
ورداً على سؤال حول تطور المهمة المنوطة بالقوات البريطانية التي حددت نظرياً في اجلاء الاجانب، قال الجنرال: "اننا فهمنا هذه المهمة بشكل ليبيرالي فالمهمات التي اريد ان أقوم بها لارساء الامن واجلاء البريطانيين تسمح لي بنشاطات اخرى".
وفي نيويورك، صرح متحدث باسم الامم المتحدة ان بعثة المنظمة الدولية في سييراليون سمحت بإعادة تسليح القوات الموالية للحكومة التي كانت سلمت اسلحتها في الماضي.
وقال المتحدث فريد ايكهارت ان "جيش سييراليون اعيد تسليحه بموافقتنا ليهتم بممارسات الجبهة الثورية الموحدة".
ولكن المتحدث لم يوضح هل سمح للجنود الحكوميين باستعادة الاسلحة التي قاموا بتسليمها الى بعثة الامم المتحدة بموجب اتفاق لومي الموقع في 1999، او بالحصول على اسلحة جديدة غيرها.
وفي واشنطن أعلن الرئيس الامريكي بيل كلينتون انه قرر ايفاد داعية حقوق الانسان جيسي جاكسون الى غرب افريقيا للمساعدة في تسوية الازمة الناتجة عن تجدد العنف في سييراليون.
واضاف كلينتون في بيان انه والامين العام للامم المتحدة اتفقا على تكثيف الجهود الدولية لانهاء الازمة التي تفجرت بعدما احتجز المتمردون في سييراليون 500 من جنود حفظ السلام رهائن الاسبوع الماضي.
وقال كلينتون "طلبت من القس جيسي جاكسون مبعوثي الخاص الى افريقيا العودة الى المنطقة للعمل مع الزعماء هناك من اجل حل سلمي لهذه الازمة".