احتل الوضع في الشيشان حيزاً مهماً في المحادثات في باريس امس، بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي أثارت زيارته للعاصمة الفرنسية انتقادات بسبب "أسلوبه الدموي" مع الشيشانيين. ودعا بوتين أوروبا الى التعاون لحد نشاط الإسلاميين. قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في ختام محادثاتهما أمس، إن "الأسلوب السياسي" وحده كفيل بوضع حد للنزاع الشيشاني، وأشار الى أن حواراً بدأ على هذا الصعيد، داعياً أوروبا الى التعاون معه لوضع حد لنشاط الإسلاميين الشيشان. وأضاف بوتين الذي كان يتحدث في حضور رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي، أنه "على رغم استمرار النزاع، لم تعد هناك عمليات عسكرية واسعة النطاق في الشيشان". وذكر أنه تم تعيين المفتي الشيشاني السابق احمد قديروف الذي يمثل أعلى سلطة دينية في الجمهورية، رئيساً للإدارة هناك، معيداً الى الذاكرة أن قديروف حمل السلاح بنفسه ضد القوات الروسية خلال الأزمة السابقة بين عامي 1994 و1996. وأكد بوتين رغبة موسكو في تطوير الحوار السياسي مع الشيشان، لكنها ليست في وارد القبول بالتحاور مع "أشخاص أياديهم ملطخة بالدماء". لأن "مثل هؤلاء لا يمكن القبول بهم كمحاورين". ورأى أن "من مصلحة اوروبا ان نعمل جميعاً لوضع حد لنشاط الإسلاميين وإيجاد السبيل لإنهاء التطرف الديني". وعلى صعيد آخر، قال بوتين إنه والاتحاد الأوروبي يشتركان في إدانة أي إعادة نظر قد تقدم عليها الولاياتالمتحدة لمعاهدة الحد من الصواريخ العابرة للقارات، نظراً الى ما تنطوي عليه مثل هذه المحاولة من مخاطر انتشار هذا النوع من الأسلحة في المستقبل. وأعرب عن أمله في أن تبقى الولاياتالمتحدة على الموقف الذي سبق وأن أعلنه الرئيس الأميركي بيل كلينتون وتعهد فيه بتأجيل إعادة النظر في المعاهدة التي وصفها بأنها "حجر الأساس في نظام الأمن الدولي"، مشيراً الى أن انتهاكها من شأنه أن يعيد إطلاق سباق التسلح. وشدد شيراك في كلامه خلال المؤتمر الصحافي، على ضرورة إقامة علاقات مبنية على الثقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي لتجنب "السقوط مجدداً في الحرب الباردة" وللحفاظ على "الديموقراطية والسلام والازدهار في اوروبا". وترافقت الزيارة مع احتجاجات وانتقادات عدة وجهت الى بوتين، بينها تصريح الناطق باسم رابطة الشيوعيين الفرنسيين آلان كريفين الذي قال إن "فلاديمير بوتين انتخب رئيساً بدماء الشيشان". وفي الإطار نفسه، عقد المسؤول الشيشاني مايربك فاشاغيف، مؤتمراً صحافياً في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية البرلمان مزق خلاله جواز سفره الروسي، مؤكداً أنه يرفض الانتماء الى جمهورية يترأسها بوتين الذي "يرتكب جرائم دامية بحق الشيشان". وكانت مجموعة من المنظمات، دعت الى تجمع مساء في باريس، احتجاجاً على زيارة بوتين ودعت فيه الى احترام "المواثيق الدولية في تعامله مع الأزمة الشيشانية".