لندن - أ ف ب - حصل الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي، مؤلف كتاب "آيات شيطانية" الذي اعتبر مسيئاً الى الاسلام، على تأشيرة دخول الى الهند، مسقط رأسه، وحذر أحد الزعماء المسلمين، أمس الخميس، من ان تؤدي هذه الزيارة الى قيام تظاهرات ووقوع اضطرابات بين الهندوس والمسلمين. وأكدت السفارة الهندية في لندن ان رشدي حصل أمس على تأشيرة دخول الى الهند التي كانت أول بل حظر كتابه. وأوضح مسؤول في القسم القنصلي ان رشدي جاء "شخصياً لأخذ التأشيرة"، ولا يزال لرشدي الذي ولد في بومباي في 1947، السنة التي استقلت فيها الهند، منزل عائلي وكان أعرب عن مرارته لعدم تمكنه من العودة الى الهند. واعتبر الإمام المساعد للجامع الرئيسي في نيودلهي سيد أحمد بخاري ان هذه الزيارة محاولة من الحكومة الهندوسية في نيودلهي لإثارة الفتنة بين الأديان. وقال "هوذا رشدي رجل مكروه من مسلمي العالم أجمع بسبب كتابه "آيات شيطانية" فلماذا تعطى له كل هذه الأهمية؟ ولماذا يسمح له بالمجئ؟". وأضاف: "لسنا مسرورين، وسيكون لنا رد فعلنا. سنظهر بوضوح ان الذين يؤذوننا ليسوا موضع ترحيب. ستكون هناك احتجاجات وتظاهرات". وتابع: "ان الهندوس والمسلمين منقسمون بهذا الشأن. وقد يثير ذلك اضطرابات وهذا ما يريده القوميون الهندوس". وكان نشر كتاب "آيات شيطانية" في 1989 أثار اضطرابات وقع فيها عدد من القتلى في الهند حيث توجد أقلية كبيرة من المسلمين يبلغ عددها 125 مليون نسمة. وكان الرجل الثاني في الحكومة الهندية، وزير الداخلية ال. كيه. أدفاني الذي يعتبر من صقور القوميين الهندوس أعرب العام الماضي عن تقديره الشديد لرشدي، وأكد ان الهند ترحب به. ولكن كتابه ما زال محظوراً. وطالب زعيم المجموعة الراديكالية، "المجلس العالمي الهندوسي" فيشنو هاري دالميا المتهم بالاعتداء على الأقلية المسيحية بتوفير حماية خاصة لرشدي، وقال "اذا كانت الحكومة الهندية تؤمن حماية لفريق الكريكت الباكستاني فلم لا تؤمنها لرشدي؟". وأوضح محامي رشدي فيجاي شندركاس الذي أعلن نبأ حصول موكله على تأشيرة لهيئة الاذاعة البريطانية ان موكله لم يعد الى الهند منذ صدور الفتوى الايرانية بهدر دمه في 1989. وأوضح ان رشدي سيتوجه الى الهند في "أقرب وقت ممكن" وقلل من أهمية مخاطر الزيارة مشيراً الى انه "اعتاد العيش في خطر". وكانت الحكومة الهندية اعادت الى سلمان رشدي في 1995 عقاراً تبلغ قيمته 125 ألف دولار كان موضع خلاف ويقع في سولان المحطة الجبلية في جبال هملايا. وكان كتاب رشدي أثار نقمة المسلمين في العالم وأصدر مرشد الثورة الاسلامية آية الله الخميني فتوى بهدر دمه. واضطر رشدي الى العيش تحت حماية مشددة من الشرطة البريطانية. ووعدت مؤسسة دينية ايرانية بتقديم جائزة مقدارها 2.8 مليون دولار لمن يقتله. وأعلنت الحكومة الايرانية ان لا علاقة لها بهذه الجائزة.