الجميع يعترف أنهن أجمل نساء العالم. "سرن في الشارع: ملكة الجمال ترافقها وصيفتها الأولى وبعض العارضات. السير توقف في الاتجاهين. حدثت تظاهرة.. أحدهم أوقف دراجته بمحاذاتهن وعرض أخذ من ترغب منهن في نزهة. الجميع عاكسهن. حتى رجل الشرطة لم يتورع عن ذلك وكذلك رجال الكارابينيروس. كان مشهداً عجيباً". كارلو تينوكو، رئيس هيئة السياحة في فنزويلا أحب أن يأتي بأجمل فتاتين من بلاده وبعض العارضات لتصحبنه في حملة ترويجية في ايطاليا. قال: "حذرتهن من المعاكسة في روما. الأمر كان غريباً. في ميلانو تكرر الأمر نفسه. رأيتني أيضاً، كلما جلست الفتيات معي في بهو الفندق، مطوقاً بسيل متواصل من الأصدقاء الذين كانوا ينبتون فجأة. جميعهم كان يريد إلقاء السلام ولكن غرضهم كان لفت نظر الحسناوات الجالسات معي. كان أكبر تجمع للأصدقاء رأيته في حياتي. دُهشت فعلاً"!. فنزويلا مشهورة بنسبة الجميلات المرتفعة فيها. هناك أربع فنزويليات حزن على لقب ملكة جمال الكون، وخمس لقب ملكة جمال العالم، واثنتان لقب ملكة الجمال الدولية. وثمة متبارية فنزويلية وصلت إلى التصفيات النهائية في كل مباريات ملكات جمال الكون في السنوات العشرين الماضية. ولائحة الفائزات في مباريات الجمال الأميركية تحمل اسم أكثر من واحدة منهن، والحسناوات الفنزويليات يشبهن الدمى الجميلة، وهن ذوات جمال وقوام لا يبارى. لكن هذا الجمال الفنزويلي صناعة وحرفة أتقنها أصحابها، كما أتقنوا زخرفتها. الدكتور جورج ليون 34 عاماً جراح يعمل في مهنة التجميل منذ سبع سنوات. وهو تولى، مع زملائه في العيادة، العناية بتحضير المشاركتين اللتين فازتا هذه السنة والسنة الماضية بلقب ملكة جمال فنزويلا. الطب التجميلي بات اليوم ظاهرة محلية شعبية. ومع ذلك ففنزويلا ليست لديها تقاليد عريقة في هذا المجال. يقول ليون: "منذ سنوات قليلة حدث انفجار أو طفرة في هذا النوع من الطب. هناك الكثير من العيادات الذي فتح أبوابه في مختلف أنحاء فنزويلا: في كراكاس وفي كل المدن الرئيسية". فنزويلا تصدّر النفط ولكنها أيضاً تصدّر العارضات الحسناوات، مع الفارق، كما يلاحظ ليون، أن "العارضة التي تريد العمل في فنزويلا أو الولاياتالمتحدة تحتاج إلى تكبير صدرها. أما إذا أحبت العمل في أوروبا فالصدر يجب أن يكون أصغر حجماً، والعيادات تؤمن للعارضات ما ترغبن به من مواصفات وعمليات زرع السليكون". ويقول ليون إن هناك مصفف شعر ومدرباً رياضياً وطبيباً جلدياً ومتخصصين كثراً يعملون معاً في العيادة على متابعة تحسين كل جزء من جسد العارضة وتجميله لجعله يبدو في أفضل شكل ممكن. ويضيف: "ملكة جمال السنة الماضية، كارولينا آندرياغو، أنزلنا وزنها نحو خمسة كيلوغرامات. وجعلناها تقوم بتدريبات رياضية وأخضعناها لعلاج لتنشيط الجسم وخفض الدهون فيه. ولم نزرع لها أي سيليكون إذ لديها صدر طبيعي جميل. كما أننا لم نقم بشفط أي دهون من جسدها". مارتينا ثوروغود، ملكة جمال لهذه السنة، تستعد للمشاركة في انتخابات ملكة جمال الكون مطلع الشهر المقبل. "لم نحتج تقريباً إلى القيام بأي شيء لتصحيح شكل جسدها. كانت تعمل في وكالة إعلانات دولية وعادت إلى كراكاس للاستعداد للمباراة. وهي تملك جسداً جميلاً شبه كامل وشعرها رائع ووجهها ساحر. إنها فتاة جميلة للغاية". الجمال الفنزويلي ظاهرة فريدة. لكن سر الجمال الذي تتحسر عليه النساء، عموماً، وهن يرقبن أجساد العارضات والمتباريات على عروش الجمال، يكمن في مهارات تحتاج غالباً إلى مبضع الجراح. اللحم البشري هنا يشبه قماشاً في يد مصمم أزياء. زميلة حسناء تحتج على التركيز على موضوع جمال النساء وحده لأنه ينتقص من إنسانية المرأة: "لا يجب أن نغفل أيضاً أن النساء لا يُقسن بجمالهن بل أيضاً بجمال عقولهن"... ولكن، من قال إن الرجال يحبون العقول، أو أنهم يفكرون بعقولهم وحدها؟!