لا يقتصر حب الإبل والجمال على أبناء شبه الجزيرة العربية بل يتعداها الى بلدان ومناطق أخرى تبعد عنها آلاف الكيلومترات، بما في ذلك استراليا. ومنذ استقدامها قبل 120 عاماً شهدت أعداد الجمال في استراليا ارتفاعاً ملحوظاً أوصلها الى نحو 200 ألف توالد أغلبها في المناطق الصحراوية التي أطلقت فيها لتسرح على هواها بعدما قلت الحاجة اليها بفعل تقدم وسائل المواصلات. ويستخدم الجمل في الجولات السياحية التي تنظم في أنحاء استراليا، تماماً كما هي عليه الحال في مصر حيث أول ما يطالع الزائر أمام الأهرامات منظر الجمال التي يجهزها أصحابها للسياح الراغبين في القيام بجولة في المنطقة العريقة. إلا أن الاستراليين سيكتشفون الأحد المقبل جانباً آخر لعلاقتهم مع الجمال في اطار مهرجان ضخم في راندويك يقول المنظمون العرب انه سيشد اليه سياحاً كثيرين وانه سيقدم فكرة أفضل عن التراث العربي. ويتضمن المهرجان سباق الهجن الاسترالي الأول وسيمنح الفائز كأس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة. ويقام السباق بالتعاون مع الاتحاد الاسترالي لسباق الهجن و"الشركة الاسترالية العالمية للتجارة". وبهذه المناسبة، سيقوم وزير الدولة للشؤون الخارجية، رئيس اتحاد سباقات الهجن بدولة الامارات الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان بزيارة استراليا لحضور الحدث وتقديم كأس السباق للفائز. ويعتبر السباق الأول من نوعه في تاريخ سباقات الهجن الاسترالية، وسيشمل الحدث الذي ينطلق في العاشرة والنصف صباحاً ستة سباقات بما فيها السباق الرئيسي، بالاضافة الى برامج تسلية وعروض راقصة من استراليا ولبنان والبرازيل فضلاً عن عروض فنية أخرى تؤمن للعائلة فرصة قضاء يوم مسلي. ومما تجدر الاشارة اليه، ان الفرصة لم تسنح للجمال الاسترالية، على رغم تواجدها قديماً في استراليا منذ القرن الماضي، للاشتراك من قبل بسباقات من هذا النوع وبهذه الدرجة من التنافس. ويتوقع المنظمون ان يكون مضمار راندويك الملكي مسرحاً لمشاهدة 30 من أفضل الجمال الاسترالية وهي تتنافس على المركز الأول فضلاً عن الارتقاء بمستوى هذه الرياضة العريقة. وبغض النظر عن افتقار استراليا لسباقات الهجن الكبيرة لم يتوقف مربو الجمال الاستراليين من استيلاد الجمال المخصصة للسباقات ومنذ سنوات عدة. أما بالنسبة للفرسان فتضم استراليا عدداً مميزاً منهم أمضوا أخيراً ثلاثة أسابيع في الامارات ضمن برنامج تدريبي تحت رعاية الشيخ زايد. ويقول المنظمون انه بعيداً عن حمى التنافس الرياضي، سيكون هذا السباق بمثابة نقطة اتصال والتقاء ما بين الثقافتين العربية والاسترالية.