أقامت منظمة الأمن والتعاون الاوروبية مراكز طوارئ لها على الجانب الالباني من الشريط الحدودي مع كوسوفو الذي يشهد قريباً مناورات وقائية لوحدات من حلف شمال الاطلسي والقوات الالبانية. في الوقت نفسه، واصلت القطعات العسكرية الصربية عملياتها الهادفة للسيطرة على المنافذ المؤدية الى البانيا. وجاء ذلك في وقت قرر نواب برلمان جمهورية صربيا امس الاثنين تقليص الفترة الاسرع لاجراء الاستفتاء العام حول الوساطة الدولية في مشكلة البان كوسوفو من 30 يوماً الى 15 يوماً. وذكرت مصادر برلمانية ان الهدف من هذا الاستعجال "ان يتم الاستفتاء قبل انتهاء فترة الشهر التي حددتها مجموعة الاتصال الدولية امام حكومة بلغراد للبدء بحل ملموس لمشكلة كوسوفو". وأشار مراقبون الى ان حكومة بلغراد تتوخى استخدام نتيجة الاستفتاء الرافضة للوساطة الدولية في مواجهة ضغوط مجموعة الاتصال "من خلال التلويح نتيجة الاستفتاء على انها قرار للرأي العام الصربي الرافض للتدخل الخارجي في قضية كوسوفو". من جهة اخرى، ذكرت اذاعة تيرانا امس ان منظمة الأمن والتعاون في اوروبا نشرت مراقبين تابعين لها في منطقة الحدود بين دولة البانيا واقليم كوسوفو. ونقلت الاذاعة عن مصادر المنظمة ان المراقبين "سيرفعون تقارير حول المخاطر التي تتعرض لها الحدود المشتركة بين البانيا ويوغوسلافيا في منطقة كوسوفو". وأشارت الى ان وحدات من حلف شمال الاطلسي ستقوم بمناورات وقائية مع قوات البانية في المناطق القريبة من الحدود مع كوسوفو. وأفادت مصادر اعلامية مستقلة في بلغراد امس ان الوحدات الصربية واصلت احكام سيطرتها على الطرق المؤدية الى البانيا "لكنها عجزت عن الانتشار في المناطق الجبلية التي اقام فيها المسلحون الالبان خنادق واستحكامات لحمايتها من عمليات القوات الصربية". وذكرت مصادر البانيا في كوسوفو انه عثر على جثث ستة اشخاص في بلدية اوروخافاتس جنوب غربي كوسوفو، قرب الحدود مع البانيا وان التحقيقات جارية لمعرفة هوياتهم وظروف وفاتهم. اقتراح تيرانا على صعيد اخر، اقترح رئيس الحكومة الالبانية فاتوس نانو استبعاد استقلال كوسوفو من خلال منح الاقليم حقوق جمهورية في الاتحاد اليوغوسلافي دون حق الانفصال. ووصف نانو اقتراحه الذي نقلته اذاعة تيرانا امس بانه "يمثل حلا وسطاً بين المطلب الالباني بالاستقلال والموقف المتشدد لحكومة بلغراد بجعل كوسوفو جيبا صربيا". ونقلت الاذاعة عن مصادر دولية ما يشير الى ان الظروف غير الطبيعية التي خيمت على كوسوفو خلال السنوات العشر التي اعقبت قرار حكومة بلغراد الغاء صلاحيات الحكم الذاتي "ادت الى نزوح حوالى 400 ألف من سكان الاقليم الى المانيا والولايات المتحدة وسويسرا ودول غرب اوروبا".