تحية طيبة وبعد، طالعت في "الحياة" في عددها الصادر في 18 آذار مارس الماضي في الصفحة 19 مقالاً كتبه يوسف أمين شاكر أود ان أبدي بعض الملاحظات على ما جاء فيه: أولاً: الكاتب يوسف أمين شاكر هو أحد موظفي النظام الليبي في القاهرة، وليس مستغرباً ان يدافع عن النظام لأنه جزء منه. ثانياً: دأب النظام الليبي على استغلال العقوبات والحصار المفروض على ليبيا، والذي تدينه كل القوى الليبية الوطنية في داخل الوطن وخارجه، على استغلال ظروف الحصار لتمرير كل اخفاقاته في شتى المجالات حتى عجز الدولة عن دفع مرتبات الموظفين في قطاعات الصحة والتعليم والمواصلات والشرطة وغيرها. وأضحى الشعب الليبي في أشد حالات الفقر والحاجة، وانتشرت الجريمة المنظمة والرشوة والتسول في الميادين العامة، وهذه كلها ظواهر غريبة وشاذة على الشعب الليبي المحافظ، في الوقت الذي يتعدى دخل النفط 13 بليون دولار سنوياً. ومن المعروف جلياً ان الحصار انما فُرض على الرحلات الجوية، وتقليص عدد الديبلوماسيين في ما يسمى بپ"المكاتب الشعبية" في الخارج، بالاضافة الى حظر بعض قطع الغيار في صناعات الطاقة النووية والبترول. هذا كل ما يعنيه الحصار على غير الحال في العراق. ثالثاً: يعرف القاصي والداني من الليبيين وغيرهم ما تعنيه تلك المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية، حيث انها ليست لديها صلاحيات، بل انها ليست معنية بالسياسة الخارجية، إذ ان العقيد القذافي هو الآمر الناهي في أبسط الأمور وأكبرها، ولا يُبت في أي قرار او علاقات خارجية إلا بالرجوع الى أوامره ونواهيه. وبالتالي فإن الادعاء بأن هناك ديموقراطية شعبية وغيرها ليس إلا خداعاً.