أطلقت منظمة «أوكسفام» الإنسانية أخيراً، أضخم نداء في تاريخها لإفريقيا بسبب أزمة الغذاء التي يواجهها أكثر من 12 مليون شخص في إثيوبيا والصومال وكينيا. وتحتاج المنظمة إلى 50 مليون جنيه إسترليني (80.1 مليون دولار) لتوصل خدماتها إلى 3 ملايين نسمة يفتقدون المياه الآمنة والطعام والنظافة الصحية الأساسية. وقالت مديرة المساعدات الإنسانية في المنظمة جين كوكينغ: «هذه أسوأ أزمة غذاء منذ عام 2000، ونحن قلقون من الأعداد الضخمة للأشخاص الذين قد يموتون بسببها، اذ شهدت المنطقة موسمين متتاليين من الجفاف، فضلاً عن تجذر حالة الفقر وافتقار هذه المناطق إلى استثمارات، ما دفع 12 مليون شخص إلى المكافحة لمجرد البقاء على قيد الحياة». وشدّدت على حاجة المنظمة إلى تمويل لتأمين وصول الطعام والمياه إلى المحتاجين، لا سيما أن الأزمة ستزداد سوءاً خلال الشهور المقبلة. وضربت ذروة الجفاف الحدود الكينية - الأثيوبية - الصومالية، حيث أفقر سكان المنطقة الذين يعتمدون أساساً على الماشية للبقاء على قيد الحياة، وفقد بعضهم نحو 60 في المئة من قطعانهم، بينما تعاني النسبة المتبقية من المرض أو فقدان شديد في الوزن. وتهاوت أسعار الحيوانات إلى النصف، في حين شهدت أسعار الحبوب ارتفاعاً حاداً، إذ ارتفع سعر الذرة الرفيعة، أحد الحبوب الرئيسة، 240 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي. أما معدلات سوء التغذية، فتجاوزت في بعض مناطق إثيوبيا وكينيا والصومال مستويات الطوارئ، بل بلغت في بعض الأماكن خمسة أضعاف حد الأزمة، إذ وصلت في مخيم «دولو آدو» للاجئين الصوماليين في جنوب إثيوبيا، إلى أعلى مستوياتها في تلك المنطقة منذ تسعينات القرن الماضي. وأشارت كوكينغ إلى عدد من المعوقات، من بينها «شح المال لشراء الطعام بالكميات المطلوبة، فضلاً عن ارتفاع سعر الذرة الصفراء 40 في المئة مقارنة بالعام الماضي، إضافة إلى ارتفاع سعر الوقود اللازم لنقل الطعام إلى مركز الأزمة». وتستهدف المنظمة مساعدة 1.3 مليون شخص في كينيا ومليون في إثيوبيا و750 ألفاً في الصومال، عبر تأمين الماء النظيف والمبادرات النقدية والدعم البيطري للماشية ورفع مستويات النظافة الشخصية. وأضافت كوكينغ: «نستطيع تفادي هذه الكارثة من خلال بذل مزيد من الجهود حتى نؤمن لتلك المجتمعات مرونة أكبر في التعامل مع الأزمات التي ستزداد وتيرتها في المستقبل».
